اتصل بنا
 

كفوا بلاكم عن الخدمات الطبية الملكية ..اللواء التميمي : يا سامعين الصوت .. اشهدوا إني قد بلغت

نيسان ـ نشر في 2020-01-22 الساعة 22:39

x
نيسان ـ عبد الله اليماني
أول مسؤول عسكري ،تحدث عن أوضاع ، الخدمات الطبية بكل مرارة وحرقة وحسرة وألم شديد وهو على رأس عملة ، وهذا التصريح له عاقبة على موقع الباشا وربما تؤدي إلى إقالته ، لان تصريحه أزعج آخرين مجموعة ( تمام ) وان ( الدنيا قمرا وربيع ) ، والجو بديع ، وقفل على ،كل المواضيع ،التي تسبب الحرج ، والهرج وكشف المستور ، والتقصير للمسؤولين ، الذين شعارهم ، كل شيء تمام . وان حدثت إقالة الباشا ، فهذا يعني رسالة ،خطيرة لكل مسؤول ، على رأس عملة ، إياك والقول المباح ، حتى لو أن المريض، وقع وعلى (طوله طاح ) ، وضج المكان بالعويل والصراخ ، مات المريض ،من قلة الدواء، وتعطل الأجهزة وانطفاء الكهرباء .
هذه الخدمات الطبية، التي تعالج أوجاع المرضى ، اليوم تعاني ، أوضاعا مالية خانقة ، ولا حياة لمن تنادي . واحسرتاه هذه مدينة الحسين الطبية ، التي كانت ولا تزال ، يعود لها الفضل في وضع ، سمعة تطور الطب في الأردن في ( المراكز العالمية ) ، أينما تذهب تسمع بكل فخر واعتزاز (هنيئا لكم ) ، الطب لديكم يضاهي، الدول العالمية .
الصرخة (مدوية )التي أطلقها الباشا التميمي ، أمام نواب اللجنة المالية ، إما الدعم أو الموت البطيء ،ما هي إلا جرس إنذار ورسالة تحذيرية لم يعد السكوت يجدي نفعا ، ولا مقبولا فقد ، اشتد ( الحبل على الخناق ) . وع المكشوف ، وبالبلدي ، يا سامعين الصوت ( مافي فلوس ، يعني مافي خدمات جراحية وعلاجية وتمريضية ) .
ولا بد من التوقف مطولا ما بين حديثة أمام النواب ، و(حكي ) أبناء القرية ،( سولافه ) ، تارة يتنهد وتارة يكمل سرد معاناته ، التي تخرج من أعماق ، قلبه الوجعان ، ( سولافته ) الممزوجة ، بالدم والعرق ، والسهر وتعب الليالي ، التي انطلقت من غيرته ، على الخدمات الطبية ، التي عاش فيها ، وأمضى زهرة شبابه ، وهو في كل يوم كان يحدق فيها بنظراته ، يتفقدها ويشاهدها ، وهي تنموا رويدا ، حتى كبرت ، وأصبحت قبلة ، لكل صاحب علة ، يبحث عن ممضع يشفافيه مما يعاني .
حكا في الوقت الذي كثير،من المسؤوليين ، الذين لا يتكلمون إلا ، بعد مغادرتهم كرسي المسؤولية ، حيث يبدأوون بالتنظير ، بأنه لو بقي في موقعة ، لما وصلت الأمور ، إلى حافة الهاوية وهلم جرا . وانطلاقا من ذلك يعتبر الباشا التميمي ،حالة نادرة ، فريدة متفردة وإذا جاز لي ألقول : بأنه حالة فريدة ، ساءها الوضع السيئ ، فلذلك تكلم وهو يجلس ،على كرسي المسؤولية . قائلا : ما ينجيه عند الله ، مهما كلفه ذلك من ثمن ، لمن كان متواجدا ، منهم كيف اخدم ، المرضى والأبواب أمامي ، أغلقتها مطالبات مالية مقدارها ،(376 ) مليون دينار؟ ! هي ديون متراكمة ، مطلوب مني تسديدها، وفصلها لمن حضر وسمعوها ( صوت وصورة ) ملايين الأردنيين، الذين يتغنون بالراحل، ملك القلوب المغفور ، له الملك الإنسان (الحسين ) طيب الله ثراه ، الذي أرادها أن تكون ، منارة يهتدي إليها كل مريض . معناها ( اللهم اشهد ، اللهم إني قد بلغت ) . تاركا كل ما يترتب على كلامه خلف ظهره ، لا يخشى أحدا إلا من الله ، الواحد القهار .
إلا أن ندائه الصادق الذي ( بح ) صوته ، أمام النواب لم يحرك ساكنا ، وكان الأمر لا يعنيهم ، لا من قريب أو بعيد ، وان القوات المسلحة ، والأجهزة الأمنية ، والخدمات الطبية ، لا تعنيهم ، وكأنه محذور عليهم دعمها . ربما لأنهم حماة الوطن والشعب والعرش ، ومرتباتها من أبناء الحراثيين .
فلو كان لديهم أدنى اهتمام ونوايا حسنة لدعموها ، وخيروا الحكومة مابين دعمها أو إلغاء موازنة الهيئات المستقلة ، تمهيدا إلى إلغاءها ، ودمجها مع الوزارات التي فرختها . مع العلم أن المواطنون يطالبون ، بإلغاء هذه الهيئات المستقلة .
إن تصريحات مدير الخدمات الطبية ( الباشا التميمي ) ، ليست من باب الشعبوية، والبحث عن الشهرة ، وإنما لوجود خطر حقيقي، يهدد الأمن الصحي ، ويقضي على الانجازات ، والنجاحات الطبية ، التي حققتها وتسعى للمزيد ، في العديد من المجالات كافة . هي رسالة تحذيرية ، من مسؤول وطني غيور ، أعلنها بكل صراحة ، وشجاعة وإقدام ، (لقد طفح الكيل ، ولم يعد السكوت ، يجدي نفعا ، فقد وصل الحبل على الخناق ، وبلغ السيل الزبا ) ، وعالمكشوف ، وبالبلدي ، يا سامعين الصوت ( ما في فلوس ، يعني ما في خدمات جراحية وعلاجية وتمريضية ) .
إن التحذير الذي اطلقتة ، يأتي من باب ،وهنا اقتبس من كلام فضيلة الشيخ النابلسي (( الطبيب اختار هذه الحرفة الراقية ، فحينما يقدم الحاجات للناس ، يسهم في شفائهم من أمراضهم ، يرتقي عند الله ، والبطولة أن تكون ، محموداً عند نفسك ، وعند الله وعند الناس ، والإنسان بنيان الله ، وملعون من هدم بنيان الله ، هناك ( حرف ) أساسها هدم الإنسان ، و حرف أساسها بناء الإنسان)). وعطفا على ما سبق ،فالباشا قالها : بكل وضوح ، ( مثقلون بالديون ) . بالرغم من تراجعه عن صرخته المزلزلة . أن الحكومة بين ليلة وضحاها ، قامت بالواجب ، وبات واضحا لدينا انه إذا لم تصدر توجيهات ملكية سامية ، تبقى الأمور على حالها ، يعني الحكومة لا ( بتهش ولا بتكش ) ، فلهذا التعهد الحكومي ، يدعونا إلى التوقف عنده طويلا ، خاصة وان الأوضاع المالية والاقتصادية التي يعيشها الأردن الكل يعرفها جيدا .
أما الذين يجهلون مسيرتها المباركة ، فأني اعتز بأنني أول من كتب عنها في (العرب اليوم ) ، تحت عنوان ( أصحاب الأوائل ) ، مسيرتها المباركة ، وهنا أشير في عجالة ، أن التطور الطبي ، الذي يشهده الأردن اليوم هو من نتاج الخدمات الطبية الملكية ، فهي صانعة الانجازات والمعجزات الجراحية والطبية والعلاجية . على المستويات المحلية والعربية والدولية .
فالباشا ليس ممن يتملقون أو ينافقون على حساب مصلحة الوطن ، والمواطن وأمانة المسؤولية ، التي يتولى إدارتها ، بكل حرفية واستقامة . هؤلاء هم أبناء القرية( الحراثون ) ، الذين لا يعرفون ، إلا قول الحق ، وكشف الحقيقة ، ولا يعرفون يتكلمون ، كأهل المدن ، كلام ( المجاملة ) على حساب ( المصلحة العامة ) . ولعمري أن الكلام الذي قراء نصه، (الباشا التميمي ) ، هو كالخبر ( لمذيع ) نشرة الأخبار ، ( تصريح ) عليك التقيد بنصه ، واتركنا من حكي ( سواليف ) أهل القرى .
ياسيدي شتان مابين حديثك أمام ( نواب اللجنة المالية ) ، الذي هو عبارة عن سواليف أبناء القرية المحببة ، لنا نحن أبناء الحراثيين ، الذي صدر من قلب ، موجوع وغيرة ليس لها حدود ، على ملاذ الأردنيين الآمن ( الخدمات الطبية ) ، التي عشت فيها ،منذ نعومة ، أظفارك شابا يافعا ،تخطوا أولى خطواتك الطبية ، كبرت معها حتى ، كبرت وترعرعت ، وأصبحت قبلة لكل صاحب ،علة يبحث عن شفاء مما يعاني .
يا سيدي نحن أبناء الحراثيين ، كلامنا المعسول هو ( لاقيني ولا تغديني )، فأبناء القرية لا يعرفون ، مثل كلام أهل المدن ( فنجان قهوة أهلا وسهلا وفنجان مع السلامة ) . أهل المدن ، يجاملون على حساب المصلحة العامة ، ونحن الكلمة تملأ الفم ، لا مجاملة ، كلامنا ( يفش الغل ) ، ولعمري أنك فشيت غلنا . علما أنك لا تخشى في ، الحق لومه لائم . ولا تجامل على حساب المصلحة العامة . وما قلته : هو استجابة ، ( مكره آخاك لا بطل )، أي (عملية إطفاء نيرات ) ، تصريحك الناري الذي أشعل (النار في الهشيم ) . ويأتي تصريحك الثاني ، أن الخدمات الطبية ، ستقوم بإنشاء مستشفى عسكري ، في حرم المدينة الطبية بسعة ( 400 سرير ) ، ومن المعلوم ، أن كل سرير ، يكلف حوالى (750 ) ألف دولار . فضلا عن إقامة مستشفى آخر في الزرقاء ، ومركز للأورام ، ومشاريع توسعة أخرى . متى سيتم ذلك ، ومقدار تكاليفها ، علمها عند الله ، سبحان الله ، الذي يهدي من يشاء .
فلذلك نسألك يا باشا ، معقول أن الحكومة هداها الله ووفرت المخصصات المالية اللازمة لهذه المشاريع ؟! لكن لا عليك يا باشا ، لن أحرجك ،سأعفيك من الإجابة ، الحكومات يا سيدي عودتنا انها لا تفي بوعودها . والمكتوب يبان من عنوانه. ولكن لديها خصال جيده ألا وهي
تشاركنا الأفراح والليالي الملاح ، وفي كل شيء حتى في أحلامنا المزعجة ، وعودها تماما كـ ( طخ عرس ) ، الممنوع ، ولا تقوم بالواجب ( النقوط ) . فالتصريح الذي لا يعجبك خذلك بدلا عنه عشر . وتجعل ، لنا من البحر ( مقاثي ) . ولجان لا حصر لها ، ويا ( ما وعدتنا بالحلق ، وخزق الشعب آذانه ) . وطال انتظاره ، وبالتالي فقد الأمل . وفاقد الشيء لا يعطيه ، وان التضييق على الخدمات الطبية وراؤه أهداف خبيثة ، ظهرت على شكل تسريبات صحفية
تنادي بالضم مع أنة فشل سابقا .
كل الملايين التي ترصد سنويا لوزارة الصحة إلا أننا رأينا كيف فشلت جهودها ، في التصدي إلى ( فلو نزا الخنازير ) . وهذا إن دل على شيء ، إنما يدل على الخطط الإدارية لمواجهة هكذا وضع صحي . فضلا أن مستشفياتها لا يجري فيها ، مثالا ( عمليات قلب مفتوح ) ،إلا عندما تولى طبيب القلب معالي الدكتور سعد جابر ،وزيرا للصحة . هل هذه المخططون في الصحة قادرون على إدارة هذا القطاع الطبي مترامي الأطراف ؟ وتوفير العلاج اللازم للمرضى ؟ لا اعتقد ذلك . قبل ما تقترحون إعادة الحياة إلى المؤسسة الطبية العلاجية ، احيوا في دواخلكم عملية النهوض في مستشفيات ومراكز وكوادرها والارتقاء فيها لإقناع المريض أن صحته مسؤوليتكم . أرجو أن تفسروا لأهل الذين توفوا ، لماذا لم تؤمنوا الدواء لمريضة السرطان التي لديها تامين صحي ؟ . وأيضا الشاب الذي مات جراء لدغة أفعى ( فلسطين ) لماذا لم توفروا له المصل اللازم؟ كفى تنظير .
لقد رأيناكم كيف تتخبطون أثناء انتشار مرض ( فلونزا الخنازير ) ، التي لم تستطع كوادر، الصحة مقاومتها ، فتوجهم للمواطنين طالبين منهم التوجه إلى الطب البديل ، ومن الأوقاف لحث خطباء المساجد على أداء صلاة الاستسقاء للقضاء على المرض . فالدنيا ، ليست ( قمرا وربيع ) ولا الحكومة قادرة على الإيفاء بتعهدها ، لكن لدي إحساس بان ذلك ، هو مجرد إحضار ، لـ ( طاسه الروعة ) ، لكي يشرب منها كل مريض وبطانية ، يتدفأ فيها جراء نيران الديون المشتعلة .
لان صرخة الباشا التميمي قد أدخلت الرعب ، في قلوب المسؤوليين إلى جانب الملايين ، من أبناء الأردن الغالي الحراثيين، وان قصة المديونية ، ماهي إلا واحدة ، من النوايا المبيتة ، ضد الخدمات الطبية ، تتمثل في شطبها بإحياء المؤسسة الطبية العلاجية ، التي فشلت فشلا ذريعا . فلذلك يطل علينا للأسف الشديد ،أناس اخذوا على عاتقهم تدمير ما بناه الأوائل ، بالعرق والدم والسهر ، حتى اكتسب الطب الأردني ، شهرة عربية وعالمية واسعة .
وهنا أتذكر تصريح معالي الدكتور عبد اللطيف الوريكات ، عندما كان مديرا للخدمات الطبية ، حيث أعلن في مؤتمر صحفي ، تعلق حول عقد مؤتمر الخدمات الطبي الدولي يومها ، أعلن يومها عن بيع أراضي مدينة الحسين الطبية ، ونقلها إلى الماضونه ، ونشرت تفاصيل ذلك في ( العرب اليوم ) ، وهاهو مدير الخدمات الطبية اللواء الطبيب شوكت التميمي يكرر نفس التهديد الذي تتعرض له مدينة الحسين الطبية .
لقد وضعت مدينة ، الحسين الطبية ، سمعة تطور الطب في الأردن على الخارطة العربية والعالمية وجعلت الطب في الأردن بمصاف الدول العربية والعالمية ، فاكتسب الطب الأردني شهرة عربية وعالمية واسعة من خلالها . الأمر الذي جعل المنظمات التابعة للأمم المتحدة ، أن يقع اختيارها على الخدمات الطبية الملكية ، بان تكون مع قوات حفظ السلام العالمية ، عبر مستشفيات ، طب الميدان العسكرية ، في جميع تخصصاتها الطبية ، في البلدان التي تشهد حروبا داخلية ، وما حققته على هذا الصعيد ، خير دليل على ما ذكرت فقد شاهدت ذلك بأم عيني ، في أفغانستان ( مزار شريف ) وفي العراق ( بالفلوجة ) ، فضلا عن مشاركة رسل الإنسانية ، أسرة الخدمات الطبية ، الملكية الأردنية ، في المؤتمرات العالمية ، والدورات الخارجية ، والندوات.
وحدثني مدير خدمات طبية سابق إلى انه عاش نفس الظروف ، التي تعيشها الخدمات الطبية اليوم . لكنه غادرها ليس عليها أية ديون، رافضا النيل من ، هذه المؤسسة العريقة ، التي يعود فضل ،بإنشائها إلى المغفور له ، بإذن الله الملك الحسين رحمة الله ، وتقديمها هدية للشعب الأردني ، فلذلك لا يحب ، أحدا أن ينتقص من دورها، الصحي الحيوي والهام ، على الصعيدين الوطني والعربي ، كونها من المرافق الصحية الهامة التي نعتز فيها.
وتواصلت مع مدير خدمات طبية ، سابق آخر حدثني ، وهو حزين على ما ، وصلت إليه الخدمات الطبية الملكية ، من ( ضائقة مالية خانقة ) . أدت إلى تضييق الخناق عليها ، وإغراقها في الديون ، وطالب بان تفي الحكومة بالتزاماتها في ، دعمها وتسديد الديون ، المستحقة عليها . وبتنهيده منه ، كشف أن أبطال الخدمات الطبية ، كانوا يصلون ليل في النهار ، من اجل تقديم الخدمات ،الجراحية والدوائية ، والعلاجية اللازمة لكل مريض ، فقد كانت تتواجد ،(5) مستشفيات عسكرية ، خارج الأردن . ودخل الخدمات الطبية، الشهري مابين ( 5-8 ) ملايين دينارا . وهذا بفضل تعب شباب الخدمات الطبية. واني أتألم لما وصلت ، إلية اليوم ، حيث فقدت أعدادا كبيرة من أطباء الاختصاص ، بعدما كان عددهم في عهدي يتجاوز ( 200 ) ، طبيب اختصاص ، في شتى أنواع التخصصات الطبية .

نيسان ـ نشر في 2020-01-22 الساعة 22:39

الكلمات الأكثر بحثاً