اتصل بنا
 

ببساطة (أنا) منسيٌ كأغنية من إرث الثمانينيات

كاتب أردني

نيسان ـ نشر في 2020-07-05 الساعة 21:47

نيسان ـ هذا الكِتاب على وشك أن ينتهي
كل كتاب ينتهي هو همٌّ بحد ذاته
حيث الطرد سيكبر
وصندوق بريدك لن يتسع
فيشغلني خوف جديد..
ساعي البريد سيضطر أن يقرع الباب عليك
وأنت لن تفتحي
قد تكونين نائمة، تأخذين حماماً باردا، تتحدثين مع أحدهم على الهاتف حديثاً هاماً، حزينة ولا تريدين أحداً، أو بكل بساطة؛ أنت خارج المنزل.
يأتي ساعي البريد للمرة الثانية والأخيرة
يقرع الباب عليك
وأنت لن تفتحي: لأحد الأسباب نفسها.
تفوّتين فرصتك الأخيرة
أو لا لا لا طبعاً لا
تفوّتين فرصتي الأخيرة،
لأني على علم أنكِ لن تعطي أي أهمية للرسالة التي سيتركها لكِ ساعي البريد، تحت بابكِ يعلمكِ بها أنه أتى مرتين ولم يجدكِ
ويطلب منكِ راجياً أن تراجعي مركز البريد لاستلام الطرد
وأنت لن تذهبي
أما أنا أبقى هنا أقضي الأيام مع مخاوفي
أنهي كتباً أخرى
لأعيد المحاولة
يكبر الطرد... وبقية الحكاية تعيد نفسها.
إنه التاريخ يا عزيزتي
كم ستكون مضحكة فكرة أنك تستلمين الطرد.
توقعين وصل الاستلام
تقرأين كل الكتب
تستمعين إلى الاسطوانات الموسيقية المرفقة
لكن لا تعيرين أي اهتمام في رد أو زيارة.
لهذا أجد أن المخاوف التي أعيش معها
التي (افترضتها وصدقتها)
أكثر رقة!...
ببساطة (أنا) منسيٌ كأغنية من أغاني الثمانينيات، لا يحفل بها أحد... ولا يلقى لها بالاً.
قبل قليل، وفي مقهى مهجور من زائريه، شاهدتكِ برفقة (أحدهم) كنت انا في زاوية المقهى برفقة رواية لهاروكي موراكامي ( كنت أطارد خرافهُ الجامحة) كانت أعقاب السجائر الملطخة بشفتيكِ وألوانهما تقتلني، بل كنت أنتظركِ حتى تغادري ( مقعدكِ المُغّترِ بكِ) عليّ أقبّلُ ( عقب سيجارةْ)، كم وددتُ لو طال نظري إليكِ، فقد تحدثتُ معكِ خلسةً دون أن تشعري بوجودي، حدثتكِ عن الأشياءِ الجميلة في حياتي-نعم- أعلم تماماً بأنني لم أعطها حقها، فأنا يلزمني الكثير من الوقت لكي أحدثكِ عن (نفسكِ)
أتعلمين؟! انا أدعيّ أنني بخير، ولكنني لستُ كذلك، في كل مرة ألمحكِ فيها (صدفة) أدركُ بأنني لابد أن أخرج من هذه الدائرة الشائكة، وفي كل مرة أحاول الخروج أراني تمسكتُ بها أكثر...
حتى إنني أفكر في التوقف عن القراءة
لا أقصد الكتب هنا
أقصد أن أتوقف عن القراءة نهائياً:
نشرات الأدوية
ترجمات الأفلام
تاريخ صلاحية علب الطن، أو حتى علب القهوة المثلجة
ما أكتب عندما أنتهي
.......
أن أرحم رأسي المكتفي من هذا القاموس المهيب الذي يتأبطه ويسير به كل الدهر
هذا القاموس المهيب الذي لا أستخدم منه سوى ما يعادل حجم حبة بلوط بين يدي سنجاب لطيف
السنجاب هو القاموس
وأفكر بشكل جدي أيضاً في أن أضحك كلما رأيت طيفك الناعم.
الوجود يمر في المرآة أو الأفلام أو الأسواق المكتظة
أضحك بشكل هستيري
مثل من دخن أشياء سرقها من المختبر الذي يدرس فيه أحد أصدقائه...
*في يوم غائم، أخذتُ بيدكِ وذهبنا إلى حافة النافذة، وقلت لكِ: "انظري.. انظري إلى ظلّك كيف يغطي العالم!." انا أذكر ذلك اليوم جيداً.

نيسان ـ نشر في 2020-07-05 الساعة 21:47


رأي: رأفت القبيلات كاتب أردني

الكلمات الأكثر بحثاً