اتصل بنا
 

اعتصام الراي.. أفعى المنافع تبتلع مسقبل الصحيفة

نيسان ـ نشر في 2020-07-08 الساعة 22:38

نيسان ـ نفذ عاملون في "صحيفة الرأي"، صحافيون وفنيون، اعتصاماً جديداً اليوم، هو الثالث من نوعه خلال الأسبوع الأخير؛ احتجاجا على عدم تسلمهم رواتبهم المتأخرة.
الاعتصام شهد هتافاً من نوع مختلف، يشي بأن الأمر تجاوز مشكلة تعليق إدارة الصحيفة صرف الرواتب، والمعادلة الظالمة التي أخضعت لها.
الأزمة المالية، التي تعيشها الصحيفة، تبدو أنها محورية في الاحتجاج الحاصل، لكنها في جوهرها نتيجة لواحدة من حلقات سلسلة الأسباب الداعية للاحتجاج.
منذ وقت مبكر، دخلت "الرأي" نفقاً طويلاً، وعاشت مخاضات عسيرة، خُنقَت خلالها أصوات الصحافيين، وتُرك فيها أمر الصحيفة لإدارات عليا، تأتي وتغادر بقرار مجهول النسب ولأسباب مبهمة.
مئات العاملين في الرأي مُنعت عنهم لأشهر ثلاثة أجورهم، فيما لم يصدر على صفحات صحيفتهم، وهي الأهم في بلادنا، ولو مطالبة خجولة بحقوقهم، بل مورس عليهم الترهيب لكتم همساتهم وأنينهم.
نعم الترهيب، إذ لا يمكن تفهم تجاهل صفحات "الرأي" لأحاديث "الهيكلة"، والاقتطاعات المالية الظالمة، وصفقات بيع أصول الصحيفة، وتعظيم المديونية بقروض بنكية جديدة بفائدة مرتفعة، إلا في سياق الترهيب والتخويف من قطع قوت عيالهم.
الأسبوع الماضي، اقترضت إدارة الصحيفة 400,000 دينار (400 ألف دينار) لدفع مستحقات العاملين (بعد الاقتطاعات الظالمة) عن شهري نيسان وأيار، وحوّلت جزءاً من العاملين إلى حساب التعطل عن العمل في مؤسسة الضمان الاجتماعي.
وكذلك الأمر في شهر آذار الماضي، اقترضت إدارة الصحيفة 180,000 دينار (180 ألف دينار) لدفع أجور العاملين.
الأصل أن يُشيع دفع الأجور الطمأنينة في نفوس العاملين، وهو ما لم يحدث، بل خرجوا إلى الشارع للاحتجاج وإيصال رسالتهم، وهذا يعني الكثير، فما يجري في "الرأي" يثير مزيداً من القلق.
إدارة الصحيفة، بشقيها الصحافي والإداري، تدرك جيداً خطورة ما بلغته "الرأي"، لكنها تصمت وتداهن رغبة وطمعاً بمنافع شخصية أكثر أو بمواقع أخرى تهبط عليها.
حتى الآن، لا يوجد خطة إنقاذية واضحة المعالم لدى إدارة الصحيفة، وكل ما يجري يعمّق المأزق، أما السعى للبحث عن طوق نجاة، من خارج إمكانات المؤسسة، فما هو إلا إلهاء وعبث.
--

نيسان ـ نشر في 2020-07-08 الساعة 22:38


رأي: عدنان برية

الكلمات الأكثر بحثاً