اتصل بنا
 

يا لها من غصة

نيسان ـ نشر في 2020-09-15 الساعة 08:14

نيسان ـ إنها لكبيرة لا تُغتفر، وموجعة حد الفزع، وإنها لتضع أخلاقنا وإنسانيتا في رمال الجشع، وإنها لتضع العقد الاجتماعي في سلة المهملات.
فبعد اليوم لا لأردني أن يتغنى بالتسامح، فقد اسقط رأس المال القيم والرحمة وهو يتعالى على طالبٍ يلملم أوراقه ليتخرّج من جامعته، فلا يسمح له بدقائق يسمع منه ولا يسمح له لأن يرتاح من امتحاناته النهائية مستفرداً بهِ وماسكاً بيده التي توجعه.
اليوم رأس المال تجرّد من إنسانيته مستقوياً على شابٍ يتوق إلى تحقيق حلمه، واليوم رأس المال الأردني يسقط في براثن الدونيّة وهو يُغلق الباب أمام طالب الهندسة الذي لم يجد طريقاً إلى رئيس جامعة الإسراء الذي رفض مراراً أن يقابله ليحرمه أن يمتحن .
واليوم رأس المال الأردني يطلق رصاصته الأخيرة دون رحمة ولا رأفة ولا حياء ولا خجل، فضاقت الدنيا بالمهندس احمد الشخانبة الشاب المهذب المحترم الذي مسك على نفسه كثيراً لكي لا يخدش كبرياءه، لكن الغصّة في القلب كانت كبيرة، والصبر لم يجد فيه مكاناً للصبر فلجأ إلى النار .
ما حدث اليوم كبيرة بحق المجتمع الأردني الذي لا يجوز أن يقبل المساس بقيمة التسامح والرحمة التي جعلت منه على مدى عقود مجتمعاً متماسكاً متراحماً .
اليوم يسقط التسامح الأردني ويسقط رأس المال وتسقط كل صناديق دعم الطالب ويسقط كل شيء.

نيسان ـ نشر في 2020-09-15 الساعة 08:14


رأي: د. زياد الشخانبة

الكلمات الأكثر بحثاً