اتصل بنا
 

مقاهي وسط البلد تصارع موجة الحداثة

نيسان ـ نيسان - محمد العرسان ـ نشر في 2015-09-17

x
نيسان ـ

تُصارع مقاهي وسط البلد في العاصمة عمان مد الحداثة الذي تطال الطراز المعماري لقاع المدينة بشكل عام بعد إدخال أمانة عمان " لمسات تجميلية " لصحن المدنية خلال السنوات الأخيرة.

ومع إنتشار "الكوفي شوب" والمطاعم الحديثة في وسط البلد وإدخال لمسات "مودرن"، لجأت مقاهي بُنيت في أربعينيات القرن الماضي لإدخال لمسات " ديكور" على حساب الطراز المعماري القديم لمواكبة " الحداثة" وإستقطاب جمهور الشباب.

وقامت بعض هذه المقاهي بتركيب شاشات عرض و صيانة اجزاء من المقهى للتماشى مع الركب.

وتقع أغلب هذه المقاهي القديمة في الطوابق العلوية لأبنية وسط البلد القديمة مع جود شرفات لها منها مقاهي: بلاط الرشيد، السنترال، كوكب الشرق، مقهى الاردن، العطار،عمون.

مقهى الأردن

ويقوم مقهى الأردن الواقع في شارع الأمير محمد بحملة صيانة وتحديث لمرافقه دفعته لإغلاق أبوابه امام زبائنه لمدة أشهر في محاولة للمنافسة مع جيرانه من المقاهي ذات النجوم الأربعة والخمسة والتي وجدت في وسط البلد سوقا رائجا لها.

أما في شارع الملك فيصل يعتبر مقهى " السنترال" الذي تأسس 1948 الأشهر كونه ملاذ لعدد من مثقفي الأردن كالصحفيين والكتاب و بعض السياسيين.

تعود فكرة المقهى لشخص يدعى ابو علي البواب كان قد اسس " السنترال " في فلسطين سنة 1948 و بعد ابنكبة اضطر للجوء هو ومقهاه " السنترال" من يافا الى عمان لينقل معه حلمه ومشروعه، الذي انتقل فيما بعد لشخص يدعى ابو زيد الذي توفي قبل عامين لينقل بدوره ورثة ثقافية لأبناءه الذين ادخلوا شاشات العرض الحديثة للمقهى في محاولة لجذب الشباب لمهتمين في رياضة كرة القدم.

لمسة مصرية

ولا تخلو مقاهي وسط البلد من " لمسة مصرية " ومن أبرزها مقهى العطار الذي تأسس عام 2007 في شارع الملك طلال، يقول مصباح العطار صاحب المقهى " رغم حداثة تأسيس المقهى الا انه يقع في مبنى قديم يعود عمره الى خمسينيات القرن الماضي ".

ويرفق مصباح بالمقهى مكتبة مجانية تتيح لزائر المقهى فرصة للقراءة، في جو يخلو من لعب الورق " الشدة" على عكس المقاهي الأخرى، ويبرر مصباح ذلك بأن " لعب الشدة يجلب المشاكل والإزعاج".

لا يخشى مصباح صاحب من تأثير الحداثة على المقاهي القديمة "فالمكان يفرض نفسه" على حد قوله، و يطل المقهى الذي يحرص على تقديم مشروبات مصرية كـ" الصوبيا" على سوق الخضار في شارع الملك طلال وعلى محلات تجارية نشطة، كما تشرف " بلكونات" المقهى على جبل الأشرفية.

مقهى بلاط الرشيد

بينما اشتهر مقهى بلاط الرشيد الذي أسس عام 1924 بـإستثناء علم الكيان الصهيوني من بين قائمة أعلام الدول التي يرسمها على جدران المقهى، وتمتاز شرفة المقهى بإطلالة على كشك الثقافة ومبنى البنك لعربي القديم.

يقول عضو حزب الوحدة الشعبية فاخر دعاس انه تمكن مع مجموعة من الشباب بإقناع صاحب المحل في ثمانينات القرن الماضي بمسح علم الكيان الصهيوني من المقهى.

وحسب " بدوي" أحد العاملين في بلاط الرشيد يرتاد المقهى اشخاص من طبقات مختلفة من سياح وطلاب ومثقفين وعمال وكبار في السن.

كلاسيكيات

وتشترك هذه المقاهي برخص أسعارها مقارنة مع المقاهي الحديثة، كما تحافظ على نمط موسيقى معين يتألف في الغالب من كلاسيكيات الأغنية العربية وعلى رأسها سيدة الغناء العربي أم كلثوم التي يحمل احد مقاهي العاصمة عمان اسمها " كوكب الشرق".

كوكب الشرق

ويواضب مقهى كوكب الشرق على تقديم وصلات موسيقية كلاسيكية لزبائنه يعزفها الموسيقار المصري حسين عبد المنعم (63 عاما) الذي يعزف على آلة الكمان مقطوعات لفنانين كبار أمثال أم كلثوم ومحمد عبد الوهاب وعبد الحليم حافظ.

يقول عبد المنعم المقيم في الأردن منذ 15 عاما"انه حظي بشرف العزف وراء فنانين كبار أمثال الفنان عبد الحليم حاقظ حيث شارك الفرقة الماسية عزف اغنية قارئة الفنجان"، كما انضم لفرقة ليالي الشرق المعروفة والتي رافقت مطربين كبار أمثال سيد مكاوي وكارم محمود وغيرهم من نجوم القرن المنصرم.

نيسان ـ نيسان - محمد العرسان ـ نشر في 2015-09-17

الكلمات الأكثر بحثاً