اتصل بنا
 

المفكر الإسلامي بسام جرار: زوال اسرائيل في 2022 نبوءة يهودية قديمة وبشرى قرانية

نيسان ـ نشر في 2016-01-30 الساعة 12:34

x
نيسان ـ

نيسان

اعتبر الداعية والمفكر الاسلامي بسام جرار - مدير مركز"نون للدراسات القرانية" أن حتمية زوال إسرائيل لدى عامة العرب والمسلمين من اليقينيات.

واستشهد جرار بما قاله مناحيم بيغن" رئيس الوزراء الإسرائيلي، أثناء الغزو الإسرائيلي للبنان عام 82 في مؤتمر صحفي أن إسرائيل ستنعم بسلام لمدة أربعين عاماً"، يذكر د. بسام جرار أنها "سنوات السلام الأربعين" كما نصت عليه التوراة، ثم تكون المعركة الفاصلة، فإذا جمعت مع عام الاجتياح 1982+40= 2022م وهو عام الزوال كما في نبوءتهم.

ويبرز كتاب ظهر عام 1992 للشيخ جرار بعنوان "زوال إسرائيل نبوءة قرآنية أم صدف رقمية" مجددا على السطح في كل محطة من محطات الصراع الفلسطيني الصهيوني لا سيما في اعقاب العداون الاخير على قطاع غزة.

هذا الكتاب كما يقول الشيخ جرار ينحى منحى التأويل الرياضي أو الرقمي ؛ ليبشرَ بزوال إسرائيل معتمداً على نبوءة يهودية قديمة ؛ ومستنداً على بشرى قرآنية ، حيث يفسر آيات من سورة الإسراء رقمياً ، ليصل إلى نتيجة مفادها أنَّ إسرائيل ستزول بحلول عام 2022م.

وتاليا نص الحوار

نريد ان تحدثنا عن بدايات انتباهك لهذا العلم ومراحل التطور فيه ؟

في البداية كان الاهتمام بما يسمى الإعجاز العددي للقران الكريم، وأخرجت سنة 1990م، كتاباً بعنوان "إعجاز الرقم 19 في القران الكريم ..مقدمات تنتظر النتائج"، وأعدت طباعته سنة 1993م. وهذه المقدمة كانت ضرورية لاستكشاف مسألة زوال إسرائيل، والمرتكزة بالدرجة الأولى على حقيقة أن الألفاظ القرآنية لها بنية رياضية وبنية عددية.

سنة 1992م كان المفتاح لمسألة زوال إسرائيل سنة 2022، حيث كان هذا المفتاح هو محاضرة للعالم العراقي المشهور محمد أحمد الراشد سنة 1990م، حول النظام العالمي الجديد. وقد أشار في هذه المحاضرة إلى أنه في سنة 1948م كانت لهم جارة يهودية في بغداد. وعندما أعلن عن قيام دولة إسرائيل في 15/5/1948م دخلت هذه السيدة العجوز اليهودية منزلهم تبكي، وعندما سألتها والدة الراشد عن سبب بكائها قالت تلك اليهودية :"إنّ هذه الدولة وجدت لذبح اليهود، وسوف تدوم 76 سنة"، وهذا ما لفت انتباهي، فمن المتصوّر أن تكون هذه العجوز تخشى أن تكون الدولة الناشئة مقدمة لذبح اليهود، ولكن أن تحدد زمن امتدادها فغير متوقّع أن يكون وجهة نظر شخصيّة، وإنما هي نبوءة تسمعها من حاخامات، قد يكون لها أصل صحيح في التوراة.

فإذا كانت نبوءة توراتيّة، فهناك احتمال أن تكون هي ما أشارت إليه فواتح سورة الإسراء عند الحديث عن إفسادين لليهود في الأرض المباركة، إفساد أول قبل الإسلام، وإفساد ثانٍ وأخير في الحقبة الإسلاميّة. إذن، وعلى ضوء الأبحاث العدديّة، يمكن أن نستقرئ الألفاظ القرآنية فلعلها تتوافق مع ذكرته تلك العجوز، فيثبت عندها أنها نبوءة ذات أصل صحيح. فكانت نتيجة الأبحاث أن تبيّن وجود نظم عدديّة تشير إلى أن زوال إسرائيل يغلب أن يكون في العام 2022م الموافق 1443هـ، وقد تمّ تدوين نتائج البحث في كتب ثلاث ثم في أشرطة مصورة.

ما هي الصعوبات العلمية التي واجهتك؟

تمثلت الصعوبات في البداية في مسألة الاعجاز العددي، حيث قمت بدراسة البحوث والدارسات السابقة في موضوع العدد القرآني، واحتاج التحقق من صحّة واحدة منها فقط إلى ما يقارب الـ 5000 ساعة عمل، فتبيّن لي في نهاية البحث هذا عدم الدقة وانتفاء الصدقيّة. ولكن هذه الجهود لم تذهب هدراً حيث تبيّن لي وجود بعض الملاحظات العددية الصحيحة والتي تشير إلى وجود بناء رياضي عددي في ألفاظ القران الكريم. ومن هنا بدأ البحث يأخذ مسارات وتوجهات أعمق، ومن ثمّ تم البناء على بعض الملاحظات التي ظهرت من خلال التحقق من البحوث السابقة.

في البداية عندما بدأ يتضح وجود بنية رياضية تتعلق بمعادلات تشير إلى احتمال زوال إسرائيل عام 2022م قمت بطباعة كتاب "زوال إسرائيل 2022م نبوءة أم صدف رقمية"، وكانت الطبعة الأولى في البقاع اللبناني، حيث كنتُ مبعداً، من قبل إسرائيل، إلى مرج الزهور في لبنان، مع 415 فلسطينياً، وذلك من أواخر العام 1992م إلى أواخر العام 1993م. وفي خيمتي في برّ مرج الزهور توفرت لي فرصىة التفرّغ للبحث في ألفاظ القران الكريم، وتطوير البحوث العدديّة بما فيها بحث زوال إسرائيل، الذي تكامل حتى أخرج في صيغة كتاب، ثم في أشرطة مصوّرة.

ماذا عن خوف العلماء عن تناول هذا العلم أو الفن؟

لأن البحث بهذه الطريقة جديد، ولم توجد أبحاث سابقة تشبهه في المنهجيّة المتبعة، وبالتالي فايّ شي جديد يتعلق بالقرآن الكريم لا بد أن يكون هناك تخوّف منه وتردد وتحفظ، لكونه مسلك جديد، هذا من جهة. ومن جهة ثانية، فكثير من أهل العلم لا يوجد لديهم معرفة بحقيقة المسألة، فالبعض يحكم على ضوء ظواهر فقط من غير التعمق في حقائق مثل هذا البحث. وبما أن القضية قضية أعداد وأرقام، فلا يوجد شيء جازم في المسالة، بل هي مجرد ملاحظات لبنى عددية، فمن هنا يمكن أن يكون تحفظ البعض من جهة كوننا نتحدث عن ملاحظات في كتاب مقدس. والبعض يخشى أن يكون هناك انعكاسات سلبية إذا لم يحصل الأمر المتوقع في المستقبل. وهذا التخوّف في غير محلّه؛ فالكثير من العلماء اجتهدوا عبر التاريخ في مسائل ثبت عدم صحتها، ومثل هذا الأمر يكون من قبيل خطأ المجتهد نفسه، وليس خطأ في القران الكريم، لأن القرآن الكريم لم يُصرح تصريحاً بزوال اسرائيل 2022م ، ولكن وجود بنية عددية رياضية هي التي أشارت إلى هذا الاحتمال المتعلّق بزوال إسرائيل.

ما هي مراحل تطور انتشار فهم هذا العلم اولا عند علماء الدين وثانيا عند العامة من الناس؟

كانت البداية سنة 1992م، وذلك قبل إبعادي إلى مرج الزهور بثلاثة أشهر، حيث بدأت بملاحظة واستكشاف المسألة، ثم عرض النتائج على عدد محدود من الأصدقاء والمهتمّين. وكان لهذا دور في تثوير المسألة واستكشاف المزيد من الملاحظات العددية المنتمية للمسألة.

ثم كان الابعاد إلى مرج الزهور في لبنان، وهناك تكاملت المسألة ونضجت – أقصد الى درجة يمكن أن تكون في كتاب. ولكن قبل ذلك أخرجت الفكرة في شكل اوراق بحثية توزّع على القادمين الزائرين لنا في مرج الزهور، حيث يقومون بدورهم بنقل هذه الاوراق وتوزيعها عند عودتهم إلى بلدانهم. ثم قمت بشرح مصور للمحاضرة في حدود ثلاث ساعات. وانتشر هذا الشريط في حينه بشكل واسع ولاقى اهتمام الاعلام لا سيما في لبنان وسوريا. وقامت بنشر البحث أكثر من صحيفة ومجلة. ثمّ قمت بطباعة البحث في كتاب، وذلك في البقاع اللبناني.

فكانت البداية إذن أوراق تحوّلت إلى محاضرة مصوّرة، تمّ تنزيلها لاحقاً في اليوتيوب ولا تزال موجودة. ومن ثم تكامل البحث ودوّن في كتاب مطبوع زيد عليه في عدة طبعات، وتمّ تزيله في الانترنت. وقمت لاحقا بنشر فيديو آخر سنة 1995م وصُوّر في نابلس، ولاحقا تم تصوير عدة محاضرات في مسائل جديدة تضاف للبحوث السابقة وكان آخرها في شهر رمضان 2014م، حيث قمنا بنشر ثلاث محاضرات استكمالا للبحوث السابقة. والملاحظ أن البحث لم يُغلق على مدى عشرين سنة، وهناك نتائج في كل مرحلة من مراحل البحث.

إذن من سنة 1992م إلى اليوم هناك ملاحظات جديدة يتم نشرها. ومن أحدث ما نشر، وتمّ تنزيله في اليوتيوب، محاضرات بعنوان: "في العدد القراني 2022 " جزء اول وجزء ثاني. ثم محاضرة ثالثة بعنوان: " نظرية جديدة في العدد والتاريخ" تتعلق بـ2022 . ويتلخّص البحث الآن في ثلاثة كتب تمّ طباعتها ونشرها، وهي: " لتعلموا عدد السنيين والحساب 309"، ثم كتاب: "الميزان 456 بحوث في العدد القرآني"، بالإضافة إلى الكتاب الاول: " زوال إسرائيل 2022 نبوءة أم صدف رقمية".

هل تحدّث معك اي من الفصائل الفلسطينية حول الموضوع؟

في البداية كنت أشرح، في مرج الزهور، لكل من وجد هناك من المبعدين الـ 450، ثم أشرح لبعض الوفود المنتمية لفصائل مختلفة، كما تمّ نشر البحث في عدد من الصحف السورية، واللبنانية، واهتمت به أكثر من جهة سياسيّة. ولفت انتباهي في حينه اهتمام المكتب السياسي لحزب الكتائب اللبناني والذين أرسلوا استفساراً في بعض الأمور التي التبست في البحث نتيجة أخطاء مطبعيّة عند نشر البحث في صحيفة لبنانيّة.

ومن الذين اهتموا بنشر البحث صحيفة إلى الأمام التي تصدرها الجبهة الشعبية أحمد جبريل. وحتى صحيفة كول هاعير العبرية اهتمت بنشر البحث، وكذلك صحيفة بوستن غلوب الأمريكيّة، وصحيفة إسبانيّة. وحضر تلفزيون ألماني وآخر فرنسي ونشروا تقريراً تلفزيونياً عن البحث. ويمكن أن يكون مرد الاهتمام العبري والغربي بالبحث كونه يلتقي مع نبوءات توراتيّة. ومعلوم أن القرآن الكريم أشار إلى مثل هذه النبوءة في مستهل سورة الإسراء.

هل يمكن أن يكون هذا البحث دافعاً للبعض لوضع استراتيجيّة مستندة إلى ما يعطيه البحث من أفق مستقبلي؟

أنا شخصياً كان دافعي في البحث هو النبوءة المشار إليها في مستهل سورة الإسراء. ثم جاذبية ما تمّ استكشافه من عدد قرآني. ولكن تردد على مسمعي قول البعض في حينه: " إذ كان الأمر كذلك فلابد من الإعداد من الآن لمثل هذه النتيجة". وقد لاحظت في بعض تصريحات سياسيين ينتمون إلى فصائل فلسطينيّة ما يشير إلى حضور هذا البحث في أذهانهم. ويدهشني تفاعل الكثيرين مع البحث إلى درجة أنهم يعتبرون الأمر من المسلّمات التي يبنى عليها الأمل في المستقبل. إلا أنني أرى أن المسألة في دائرة الاحتمال الراجح رجحاناً كبيراً.

من تحدثت من علماء الامة ورفض هذا المنهج في التفسير ثم عاد عن رفضه ؟

في البدايات قمت بمراسلة الشيخ الزنداني – العالم اليمني المعروف- كونه على رأس المهتمين بالاعجاز العلمي للقرآن الكريم. ولم يكن لديه فكرة عن بحوثنا العدد القرآني، ولكنه سرعان ما أدرك أن هذا الوجه في الإعجاز القرآني سيكون إعجاز القرن. ولكن لم نعرف وجهة نظره في مسألة العام 2022م. ثم كان لنا بعض المساجلات مع بعض العلماء نشر بعضها، منها ما بثه تلفزيون دبي قبل 14 عاماً وكان هناك معارضة من قبل شيخين فاضلين استضافهم التلفزيون لمناقشتي في المسألة، وقد تبيّن لي أنهما لم يستوعبا البحث، بل كانت فكرتهما مؤسسة على فهم عناوين في المسألة لا أكثر. ولا شك أن منهجيّة بعض فضلاء السلفيّة تجعلهم لا يقبلون هذا الأمر المستجد، والذي لم تعرفه عصور السلف الأولى. ولكن في المقابل هناك الكثير من أهل العلم الذين تقبلوا الأمر بعد أن استوعبوا الفكرة.

ونضيف هنا أنّ بعض أهل العلم الشرعي لا يتقبّلون هذا البحث لما لديهم من أفكار سلبية عن الاعجاز العددي، وذلك كردة فعل على البحوث التي نشرت في العدد القرآني وكانت غير جادة أو ملفّقة. في المقابل بتنا اليوم نلمس تفاعلا من عدد كبير من أهل الاختصاص الشرعي وغيرهم.

السؤال ذاته: ماذا عن مناكفات العلماء في المسألة؟

الردود لم تكن حادة، وإنما رفض متزن للفكرة، والبعض جعلها من البدع المستحدثة. ولكن من السهل على أي دارس للبحث أن يدرك أنه مجرد استقراء للألفاظ القرآنية واستكشاف لنظم عددية لا يقبل العقل السوي اقتراح أنها مصادفات.

هل استندت الى مراجع يهودية ؟

نعم، المفتاح كان في البداية نبوءة موجودة لدى أهل الكتاب. وهذا أمر مقبول إسلامياً لأن ما لدى أهل الكتاب يختلط فيه الحق بمداخلات البشر. والله سبحانه وتعالى نصّ في بداية سورة الاسراء على وجود مثل هذه النبوءة في التوراة، قال سبحانه: "واتينا موسى الكتاب...." ثم يقول سبحانه:"وقضينا الى بني اسرائيل في الكتاب لتفسدن في الارض مرتين....."، إذن يوجد نبوءة في التوراة أنزلها الله ثانياً في القرآن الكريم لعلاقتها بالمسلمين والأرض المباركة المقدسة فلسطين. وعندما نقول ان التوراة محرفة فإن ذلك لا يعني انها مستبدلة بالكامل، فمن الممكن إذن أن توجد نبوءات أصلها الوحي والنبوة.

ومن المناسب هنا أن نذكر أن رئيس الوزراء الإسرائيلي مناحم بيغن قال عندما اجتاح جنوب لبنان عام 1982م:" ستنعم اسرائيل بما نصت عليه التوراة من سلام الأربعين سنة"، وكان عندها يتكلّم عن نوع من السلام ينتهي بعد أربعين سنة أي عام 2022م.

نعم، لقد اهتموا بما توصلت اليه، ويبدو أن ما يجعلهم جادين في الاهتمام بالمسالة ملاحظتهم بعض التوافق مع حسابات الحاخامات عندهم، مع وجود فروقات بسيطة في تحديد السنة. ثمّ أنني ضمّنت البحث بعض الملاحظات المستمدّة من العهد القديم، وإن كانت هامشيّة إلى حد ما، وذلك إذا ما قورنت بالملاحظات المستمدة من القرآن الكريم.

المستقبل من علم الغيب، فكيف تحددون زوال إسرائيل وبسنة محددة إضافة الى اعتمادكم على الإنجيل والتوراة وانتم تعلمون انها كتب محرفة؟

القران والسنة يكشفان الكثير من غيوب المستقبل، ونحن نحاول ان نتوصل الى ذلك من خلال دراسة الألفاظ القرآنية. ونحن لا نعتمد إطلاقا على التوراة والإنجيل، ولكن قد نلفت الانتباه الى وجود بعض الأمور الموافقة لما ورد في القران الكريم، ولا مانع من ذلك شرعا. والمعلوم ان تحريف التوراة والإنجيل يعني ان فيهما حقا مختلطا بباطل البشر وإلا فما معنى قول العلماء ان التوراة الإنجيل يحتويان على نبوءات تتعلق ببعثة الرسول صلى الله عليه وسلم؟! وقد أوضحنا ذلك في خواتيم كتاب زوال إسرائيل.

ماذا عن علم استشراف المستقبل .. هل استفدت من نظرياته؟

المسالة متعلقة باستقراء في القران الكريم. والقران يمكن ان يَدَّخِر اسرار تتعلق بالغيوب، فنلاحظ مثلاً قوله تعالى: "تبيانا لكل شي"، وقد أخبرت السنّة وكذلك القرآن الكريم بغيوب كثيرة، هي الآن في باب ما يسمّى بالإعجاز الغيبي. ولإيماننا بأنّ القرآن الكريم يحتوى الغيوب ولا تنقضي عجائبه قمنا باستقراء هو جديد في بابه، ولكنه لافت لكل باحث يمتلك المنهجيّة السويّة في البحث والتفكير والاستنباط. إذن ما نقوم به من بحوث ليس له علاقة بالتنبؤ بالمستقبل ولكنه استنطاق للقران الكريم.

أما نظريات استشراف المستقبل، فإذا كانت تعتمد على ملاحظة الواقع والإلمام به ثم توقّع مساره في اتجاه محدد فليس له علاقة بما نبحثه الآن. نحن نتحدث عن تحديد سنة بعينها تزول فيها إسرائيل، ولم يكن ذلك من قبيل التحليل السياسي ودراسة مسار السياسات الإقليميّة والعالمية..ألخ، وإنما نحن نحلل نبوءة قرآنية.

لماذا لم تورد في نظريتك رغم اسبقيتك احداث اسبق من عام 2022 كما فعل بعض العلماء، وذلك لاختبار النظرية؟ بمعنى هناك من توقع مثلا استنادا الى المنهجيّة نفسها حرب العصف المأكول، وقبلها الربيع العربي، وسقوط مبارك وسقوط مرسي؟ ..

أنا شخصياً لم أطلع على البحوث التي أشرتَ إليها. وبحوثنا المتعلقة بالعام 2022م الموافق للعام 1443هـ يقوم على أساس نظم عددية تتعلق بألفاظ القرآن الكريم، يحكم العقل السوي بامتناع أن تكون من قبيل المصادفات. ثم إن البحث يتطرق إلى الفتوح السابقة كفتح عمر بن الخطاب عام 636م، الموافق 15هـ، وكذلك فتح صلاح الدين الأيوبي عام 1187م، الموافق 583هـ. ويدهشك أن لهذين الفتحين السابقين علاقات رياضيّة مع الفتح المتوقّع. ثمّ إن في الألفاظ القرآنيّة إشارات عددية تتعلق بهما.

انت حذر من التأكيد 100% ان تفسيرك مصيب لماذا

نعم، أنا أنبه دائماً إلى أنّ نتائج هذه البحوث لا تصل إلى درجة الجزم بسنة 2022م وما سيحصل بها، وإن كانت البحوث تضعك في تصوّر أن عدم صدق التوقعات أمر مستبعد. ولكننا لابد أن نبيّن أن القرآن الكريم لم يُصرّح لفظاً بتاريخ محدد لزوال إسرائيل من الأرض المباركة، ولكنها التواترات العددية التي قد تعني أمراً آخر لم ننتبه إليه. فيبقى إذن هناك هامش بسيط لحصول خطأ.

ما هو الفرق بين نظريتك والنظريات الاخرى من حيث دقة معرفة توقيتات الاحداث؟

سبق في التاريخ للمفسّر الأندلسي ابن برجان أن توقّع فتح بيت المقدس في رجب من العام 583هـ، وتوفي رحمه الله قبل تحقق ما توقّعه. وكانت المفاجأة للمعاصرين أنه تمّ الأمر كما توقّع، وبيّن ذلك في تفسيره. وعندما رجعتُ إلى منهجه في استنباط ذلك من سورة الروم وجدت أن منهجيّته تختلف بشكل جذري عن منهجيّتنا. ولما لم أقتنع بمنهجيّته رحمه الله رأيت أن الأمر يحتمل أن يكون رؤيا صالحة حاول ابن برّجان أن يحشد لها ملاحظات.

أما في المعاصرين فلم يسبق لي أن اطلعت على بحث خرج بنتائج تتعلق بالمستقبل ثم صدق. ولكن اطلعت على محاولات حددت تاريخ أقرب لزوال إسرائيل ولم تصدق. وقد كنت على قناعة أنها لن تصدق لأن منهجيّة البحوث والمعطيات لديهم تشير إلى عدم صدقيّة البحث وجدّيّته وموضوعيّته.

عن التوقيتات.. هل اكتشفت في التفسير الرقمي علوما ومعارف اخرى غير المتعلقة بتواريخ الاحداث؟

نعم، هناك مسائل عددية تتعلق بأمور علميّة؛ فأنت تجد مثلاً أن ترتيب سورة النحل بين سور القرآن الكريم هو 16 وهذا هو عدد كروموسومات ذكر النحل. وهذه الملاحظة جعلتنا ندقق في بنية ألفاظ سورة النحل وعلاقة ذلك بالعدد 16 فكانت نتائج في غاية الجمال.

وكذلك وجدنا أن سورة الحديد هي السور 57 في ترتيب المصحف، ووجدنا أن لهذا العدد علاقة بالوزن الذري للحديد، وهذه الملاحظة فتحت باباً للبحث في هذه المسألة وتحصّل لدينا نتائج لافتة ومدهشة.

الرسول صلى الله عليه وسلم اعتمد عبر الوحي على المبشرات التي يبلغها للصحابة وخاصة في الازمات.. وهي من معجزاته عليه الصلاة والسلام.. هل من مبشرات اخرى غير التاريخ الذي تحدثت به عن وعد زوال اسرائيل؟

قمنا بالتركيز على مسألة زوال إسرائيل 2022م نظراً للأهميّة وإدراكاً منا أن فتح باب الأمل يجتث اليأس من النفوس. واليائس يغلب أن يفرّط في الحقوق. والمجتمع اليائس يستسلم للطغيان ويفسد ويتحلل. وقد لاحظنا عمق تأثير مسألة 2022م في معنويات الناس. وما كان ذلك ليحصل لولا ملاحظة الناس أن البحث في غاية المتانة وعمق الدلالة، حتى أنني بتُّ منزعجاً من درجة ثقة الناس بحصول الزوال في سنته المحددة، لأنني كما قلت سابقاً لم أجزم بالمسألة لتكون 100%

وبعد الربيع العربي وسقوط بعض الأنظمة قمت بإجراء دراسات في دلالة الأيام التي سقط فيها كلّ زعيم فوجدتُ عجباً، مما يجعلنا نعتقد أنه بإمكاننا أن نبيّن للناس أن القدر لا تثبته النصوص الدينيّة فقط بل يمكن أن نراه نظاماً يؤكّد أن التاريخ مسيّر:" قل اللهمّ مالك الملك توتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء..".

تبيّن لنا منذ العام 1992م أنه بعد نهايات العام 2003م، ودخول العام الهجري 1424 تتغيّر معادلة الصراع بحيث تبدأ إسرائيل بالتراجع الواضح، يقابله نهوض للقوى العربية المسلمة، بحيث لا يعود لإسرائيل فرصة لكسب أية معركة.

ثمّ إن زوال إسرائيل سيكون الإعلان الواقعي عن دخول المسلمين مرحلة العالميّة، وما يتبع ذلك من إقبال شعوب الأرض على الإسلام.

لديكم بحث عن المهدي عليه السلام ويكشف الكثير من الامور حوله ولكن لم ير النور خشية الفتنة كما تقولون ولكن الا ترون انه ايضا حرمان للكثير من الفئات؟

ليس كل ما يُعلم يقال. وقد كنا بعيدين تماماً عن الحديث عن أشخاص لهم دور مستقبلي، لأن ذلك لا يفيد، بل يصنع أصناماً، وذلك لميل الجماهير بشكلٍ عام لتقديس القيادات ورفعها فوق مستوى البشر، فكيف إذا شُفع ذلك بملاحظات قرآنيّة؟!

أما المهدي فوفق دراساتنا نستطيع أن نؤكد بنسبة عالية أنه لا مجال لظهوره قبل مضي ما يقارب الخمسة عقود. وهذا ليس تحديداً لزمن ظهوره، ولكن لدينا بعض الملاحظات النافية. وكلّ ذلك في دائرة الرجحان وليس الجزم.

إن حساباتك بناء على الرقم 19 هي مجرد نظريات شخصية لم يرد عن الرسول صلى الله عليه وسلم ولا عن أصحابه الكرام. وهم لم يثبت أنهم فسروا القرآن الكريم بالأرقام؟

فيما يتعلّق بالعدد 19 فقد تحدث عنه القرآن الكريم في سورة المدّثر بوضوح أنه عدد سيكون له انعكاسات إيجابيّة في المسألة الإيمانيّة. ومن يرجع إلى الآية 31 من سورة المدّثر يدرك أن القرآن الكريم يبيّن حكمة ذكره لهذا العدد:" وما جعلنا عدّتهم إلا....". وقد فصّلنا هذه المسألة في كتاب:" المقتطف من بينات الإعجاز العددي".

وقد صحّ عن علي رضي الله عنه قوله:" حَدِّثوا الناسَ، بما يَعْرِفونَ أتُحِبُّونَ أنْ يُكَذَّبَ، اللَّهُ وَرَسولُهُ" ، ومن قبله وصف الرسول عليه السلام القرآن الكريم فقال:" ولا تنقضي عجائبه". إذن ليس بالضرورة أن يكون هذا العلم معروفاً للصحابة الكرام، ومن يستطيع أن يزعم أن الصحابة الكرام حازوا علم القرآن الكريم فليس لمن بعدهم أن يستنبط من كتاب الله؟! صحيح أنهم تعلّموا كل ما يحتاجونه في حياتهم؛ كعلم الصلاة والصيام والحج والزكاة والحلال والحرام...ألخ، ومعلوم أنه ليس مما يحتاجونه العلم بالعدد القرآني وما يتضمنه من أسرار لو غابت عن المسلم لا تؤثر في التزامه الديني.

ثم نحن هنا فقط نعرض ملاحظات عددية اكتشفناها في ألفاظ القرآن الكريم لا يستطيع أحد أن ينكرها إلا بإثبات خطأ الاستقراء. ثم هي لا تحتاج إلى إثبات من خارجها لأنها موجودة فعلاً.

في المقابل نجد في كتابات الأقدمين توظيفاً للعدد القرآني، فقد نُقل عن أبي بكر الورّاق، المتوفى في القرن الهجري السابع، قوله: "إنّ الله – تعالى- قسّم ليالي هذا الشهر – شهر رمضان- على كلمات هذه السورة – سورة القدر -، فلمّا بلغ السابعة والعشرين أشار إليها فقال:هي". ويقول: " كرّر ذكرها – ليلة القدر- ثلاث مرات، وهي تسعة أحرف، فيكون سبعة وعشرين".

ونُقل أيضاً عن ابن عبّاس، رضي الله عنه، أنه قال: " ليلة القدر تسعة أحرف، وهو مذكور ثلاث مرّات فتكون السابعة والعشرين".

وخلاصة الأمر أنّ علماء السلف قد اهتمّوا بالعدد القرآني، وألّفوا فيه المصنّفات. ولم يقتصر الأمر عندهم على الاستقراء العددي بل تعدّاه إلى توظيف العدد في الفهم والاستنباط، ولكن ذلك لم يكن منتشراً بينهم.

هناك من ينتظر المهدي الآن كي تتحرر فلسطين، سمعنا ان لك رأيا آخر، يقول إن تحرير فلسطين يسبق ظهور المهدي، وان المهدي يخرج وقد تحررت، فما تفصيل قولك في هذا؟

إليك تلخيصاً لوجهة نظرنا في المهدي:

أولاً: يمكن اعتبار المهدي من علامات السّاعة لكونه معاصراً لنزول المسيح عليه السّلام، ومعلوم أن الأحاديث الشريفة تواترت في كون نزول المسيح عليه السلام من أشراط الساعة.

ثانياً: نبوءة المهدي في الأحاديث الشريفة تتكلم عن رجل يملأ الأرض عدلاً كما مُلئت جوراً. ولا يعني ذلك بالضرورة أنّ زمن ظهوره هو زمن شيوع الظلم، بل إنّه يملأ الأرض عدلاً والحال أنّ ماضيها كان حافلاً بالظلم.

ثالثاً: إن نبوءة المهدي تعني أنّ حُجة الإسلام لا تقتصر على الجانب النظري، بل لا بد من التطبيق العملي والواقعي. وعليه فإن المهدي هو الحجة العملية للإسلام قبل زوال الدنيا.

رابعاً: أقام الرسول صلى الله عليه وسلم مجتمعاً مثالياً استحق أن يوصف بأنّهُ "خير أمّة أخرجت للناس"، ثم يأتي المهدي والمسيح عليهما السلام فيختمان أيضاً بواقع مثالي قُبَيْل قيام الساعة، وهذا يُبطل قول من يزعم أنّ الإسلام يصلح فقط لزمن نزوله. لأن الآثار الواردة في أخبار المهدي والمسيح تدل على أنهما يحكمان بالإسلام قبيل قيام الساعة.

خامساً: في أواخر عهد المهدي يكون ظهور الدّجال، الذي يزحف غرباً حتى يدخل فلسطين، ويكون عامّة أتباعه من اليهود، وليس هناك ما يشير إلى أنّ المهدي هو الذي سيحرر فلسطين من سلطان اليهود الحالي. والذي نراه على ضوء ذلك أنّ خروج اليهود من فلسطين هو مقدمة لا بد منها قبل ظهور المهدي، ثم يحاول اليهود بقيادة الدّجال أن يعودوا إلى الأرض المباركة العودة الثالثة، فتخفق هذه المحاولة، لأن قدر الله أن يكون إفسادهم المجتمعي فقط مرتين، كما جاء في سورة الإسراء.

سادساً: محاولة الدّجال هذه قد تكون هي المشار إليها في قوله تعالى:"وإن عدتّم عدنا"، واللافت هنا سرعة العودة بالعقوبة، لأنّ المحاولة لن تنجح في إيجاد كيان يهودي في فلسطين، بل يُقتل الدجال بيد المسيح عليه السلام. وفي هذا ورد الحديث الصحيح: "لا تقوم الساعة حتى يقاتل المسلمون اليهود، فيقتلهم المسلمون، حتى يقول الحجر والشجر: يا مسلم، يا عبد الله...". وأخطأ من ظن أنّ هذا الحديث برواياته يتعلّق بإنهاء الكيان الإسرائيلي المعاصر.

سابعا: ورد في المهدي ما يقارب الخمسين حديثاً، منها الصحيح، و منها الحسن، ومنها الضعيف. وهناك من العلماء من صرّح بأنّ مجموع هذه الأحاديث يجعل خبر المهدي متواتراً تواترأ معنويّاً. و نقصد هنا خبَرَهُ بالمجمل، أما تفصيلات ظهوره فمنها ما صح، ومنها ما لم يصح.

انتم اكدتم زوال اسرائيل والشيخ احمد ياسين اكد ان زوال اسرائيل سيكون في غضون العشرين عاما المقبلة وكثيرون غيره يؤكدون ذلك. والسؤال هو: بعيدا عن الحساب العددي كيف ترى كيفية زوال إسرائيل ومتى؟

الشيخ رحمه الله استند إلى تحليل الواقع. ثم هو بعد التحليل قاس على سنوات التيه الأربعين، واعتبر بداية الأربعين سنة بداية الانتفاضة 1987م، وعليه توقّع أن يكون الزوال عام 2027م. وغير الشيخ ممن يقول بزوال إسرائيل يعتمد على ملاحظة تطوّر الواقع محلياً وإقليمياً ودولياً، ثم تحليل الواقع الاجتماعي في الداخل الإسرائيلي، أو ربما معلومات عن تغيّر النظرة الغربيّة لإسرائيل ومدى جدوى وجودها على ضوء المتغيّرات العميقة دولياً وإقليمياً.

كان لي محاضرة عام 1988م، أي قبل اكتشاف مسألة 2022م بأربع سنوات. هذه المحاضرة كانت بعنوان:" إسرائيل بعد أربعين عاماً"، والمقصود واقعها بعد أربعين عاماً من نشأتها، ما هو واقعها وإلى أين تذهب؟! وخلاصة المحاضرة أنني قدّمت الأدلة على أنّ المشروع الصهيوني في فلسطين يخفق، وأنه في طريق الزوال، إلا إذا استطاع أن يصنع السلام مع المحيط العربي. ويبدو أنهم عملوا على إنقاذ مشرعهم بتقدمهم نحو العرب بسلام هش وغير جوهري، غير مقدّرين لخطورة إخفاقهم في الإندماج في المحيط، وتورّطوا في حروب وجرائم ستزيد من عزلتهم ومن تصميم المحيط العربي على الانتقام.

أما كيف تزول؟! فالمتوقّع الآتي:

أولاً: تغيّر جذري في صورة إسرائيل لدى الشعوب الغربيّة، وانعكاس ذلك على السياسات العليا.

ثانياً: إدراك الأمريكيين للدور اليهودي في ضرب الاقتصاد الأمريكي وبالتالي الغربي، وبذلك يتكرر خطأ اليهود في إثارة نقمة هذه الشعوب.

ثالثاً: إدراك الغرب أن إسرائيل لم تعد مفيدة لحماية المصالح الغربيّة في المنطقة، وأنها سبب رئيس في عداء شعوب المنطقة للغرب، وبالتالي تهديد مصالحه، في وقت تتحول الشعوب في أوروبا إلى شعوب شيخوخة لا يمكنها الاستمرار إلا بهجرات لداخلها تنقذها.

رابعاً: مرحلة ما بعد الربيع العربي ستفرز واقعاً جديداً منبتاً عن الماضي، يكون للشعوب المقاتلة المتمرسة دوراً أساساً في السياسات العليا.

خامساً: ينص القرآن الكريم على أن نهاية الإفساد الإسرائيلي في الأرض المباركة سيكون بحرب شرسة فيها تدمير وإهلاك شديدين:" وليتبروا ما علو تتبيراً".

هل يكون هدم الأقصى أحد أهم الأسباب لزوال دولة إسرائيل؟

حرصت إسرائيل منذ العام 1967م على أن لا تمس المسجد الأقصى المساس الذي يثوّر عليها العالم الإسلامي. وهي تدرك مدى حساسية المسألة وخطورتها، لذلك تستخدم أسلوب الخطوة خطوة لتفرض وقائع غير مفاجئة وبالتالي غير مستفِزَّة.

وعليه فهم غير معنيين في هذه المرحلة أن يهدموا المسجد الأقصى، ولكنهم معنيون يالتواجد في ساحاته في صيغ تساعدهم في المستقبل أن يزاحموا المسلمين في وجودهم في رحابه المقدّسة.

ولكن هذا لا يعني أنهم بعيدون عن ممارسة حماقات تقودهم إلى أوضاع تهدد وجودهم.

البعض يرى أن النبوءات تُورثُ التواكل والتقاعس، ما رأيكم؟

هذا الرأيُ قد يجدُ له صِدقِيّة علي الصّعيد النظري، أو بعبارة أخرى على صعيد الجدل العقلي البعيد عن محاكمة الواقع. أما على الصعيد العملي والواقعي، فان للنبوءات الأثر البالغ في رفع الِهمم، واجتثاث اليأس من القلوب، ودفع الناس للعمل. وتاريخ الصحابة أصدق شاهد على ذلك.

هل جلس سراقةُ في بيته حتى يأتيه سوارَا كسرى؟ وهل تقاعس الصحابة عن فتح بلاد فارس، وقد أخبرهم الرسول عليه السلام بحصول ذلك؟! وهل، وهل... ؟! نقول: ليس بإمكان المسلم أن يترك واجباً، والمسلم يطلب رضى الله بالدرجة الأولى، أما النتائج فيرجوها، ولا يجعلها غاية في سعيه. هب أننا تقاعسنا لعلمنا بحصول النتيجة، فما الذي يمكن أنْ نجنيه وقد خسرنا أنفسنا؟! والدنيا دار ابتلاء وامتحان، وليست بدار مثوبة: " وألّو استقاموا على الطّريقةِ لأسقيناهم ماءً غدقاً، لنفتنهم فيه.... ".

عشرةُ آلافٍ من المشركين يُحاصرون المدينة المنورة، حتى بلغت القلوب الحناجر، وظنّ الصّحابةُ بالله الظنون. في مثل هذه الأجواء جاءت البشرى:"... اللهُ أكبر أُعطيتُ مفاتيح الشام... اللهُ أكبر أُعطيتُ مفاتيح فارس..". نعم، فلا يصحّ أنْ نترك الناس يصلون مرحلة اليأس، بل يجب أن يكونوا بين قطبي الخوف والرجاء، فلا هم باليائسين، ولا هم بالآمنين:"فلا يأمنُ مكرَ اللهِ إلا القومُ الخاسرونَ". واليوم وقد أحاط اليأس بالناس حتى رفعوا شعاراً يقولون: ما البديل ؟!‍ في مثل هذا الواقع قد يجدر بنا أن نفتح للناس أبواب الأمل، مع التنبه التام أن لا ننزلق فنصبح من أهل الشعوذة والكهانة؛ فالإسلام حربٌ على كلِ ضروب العرافة والكهانة والشعوذة.

نيسان ـ نشر في 2016-01-30 الساعة 12:34

الكلمات الأكثر بحثاً