اتصل بنا
 

المنصف المرزوقي: أنموذج لأحرار العالم

كاتب فلسطيني

نيسان ـ نشر في 2015-06-28 الساعة 19:12

نيسان ـ

هو الان يركب البحر ويمخر عبابه ويتحدى امواجه ويقهر صعابه؛ جاء من جنوب غرب المتوسط متجها ببوصلة الحرية نحو شرقه؛ نحو غزة الاحرار ونحو فلسطين الثوار ونحو قدس الابرار؛ يرفع بروحه اعلام الحرية وفي قلبه عبق الثورة وفي جسده شذا ربيع عربي ما زال يزهر الورود وينبت الاشتال وينضج الثمار؛ جاء الى غزة ليسقي الحرية بعضا من شذاها؛ ويتنسم بعضا من نسائمها التي عاكست حركة الموج من الغرب للشرق فغدت من مشرق الى مغرب تتوق لرجال ليسوا كالرجال وابطال ليسوا كالأبطال.

يقود المنصف اسطولا للحرية مع عشرات من القادة والمفكرين والاكاديميين والسياسيين والاحرار من دول مختلفة ومتباعدة؛ من اجناس متعددة؛ ومن الوان كألوان الطيف حسنا وجمالا وروعة؛ ومن اديان ومعتقدات ذات نشوءات متباينة؛ كلهم جاءوا لانقاذ اخوة لهم في الانسانية جدار البشرية الاخير الذي تستند اليه شعوب هنا وهناك يستعمرها ما تبقى من شياطين الاستعمار والاحتلال؛ جدار الانسانية ذاك الجدار الذي لا ينكسر مهما قل مساندوه ومهما ضعفوا لكنهم ما استكانوا.

ها هو المنصف يحمل روحه على كفه والعشرات من الاخرين الاحرار معه؛ يحملون على اكفهم سبعة ارواح؛ وهم يعرفون ان اعداء الانسانية قد يرتكبوا حماقات وحماقات كما ارتكبوها قبل سنوات مع مرمرة التركية فارتقى الشهداء الى عليين يتسابقون ايهم يدخل غزة اولا فاذا بهم يجدون انفسهم في الفراديس العلا بصحبة الشهداء السابقين واللاحقين. احدهم ينظر الى صديقه فيقول: اهذه غزة!!! كيف بها كل هذا النعيم وقالوا لنا انها من سنوات تحت حصار الظالمين والمجرمين والمنافقين من اجناس عديدة. فأجابه صاحبه الا تعلم ان غزة هي من ارتقى بنا نحو عليين وما ادراك ما عليون؟؟

المنصف يرفع شارة النصر خضراء كتونس الخضراء؛ المنصف يرفع ورودا في يديه يشم عبيرها يناولها لالاف الاطفال ما ولدوا بعد والاف يصطفون على شاطئ غزة من اقصاه الى اقصاه يقبلهم واحدا واحدا ؛ تدمع عيناه تبكي روحه تتألق نفسه؛ يقبله اطفال غزة وهم يرتدون زيا ملائكيا ثلاثيا من ورود المنصف ومن علم تونس الخضراء ومن علم فلسطين مزدانا بمآذن الاقصى وقبة الصخرة وكنائس القدس وشوارعها وحجارتها ومقابر الصحابة والتابعين تزينها؛ تختصر التاريخ في علم جديد وفي ثوب مطرز بمسك يفوح من دم آلاف الشهداء قضوا حبا وعشقا وهياما في تراب القدس قد مشى عليه الانبياء والملائك والصحابة والتابعون على مدار قرون وقرون يحفظون لهذه الارض كرامتها وعزتها ويصونون شرفها وعرضها؛ لا يلينون ولا يتراجعون.

ومن الجامع العمري يشق الطريق مئة الف طفل او يزيدون نحو البحر من خلال شارع عمر المختار ومرورا بساحة فلسطين وساحة الجندي المجهول فساحة التشريعي فشاطئ البحر فالميناء الغزاوي الفلسطيني الشامي يحرسه حماة الثغور؛ يستقبلون سفائن الاحرار يحملون اعلام الحرية في ايديهم وقلوبهم وارواحهم عشقا ويقينا ان الحرية يصنعها الاحرار اطفالا ورجالا ونساء وشيوخا؛ حينها يهرب العبيد لانهم لا يطيقون نسائم الحرية في غزة توجه البوصلة نحو القدس والاقصى.

المنصف وكل الاحرار مرحبا بكم هذا فوجكم القادم عبر البحر يصنع طريقا جديدا ويشق نفقا من نور نحو فضاءات من الحرية تولد من هذا البحر الاخضر.

سلاما لكم ثم ألف سلام حللتم اهلا ونزلتم سهلا ....

نيسان ـ نشر في 2015-06-28 الساعة 19:12

الكلمات الأكثر بحثاً