اتصل بنا
 

فضفضة أردنية ..الظلم يولّد التطرف

أكاديمي اردني

نيسان ـ نشر في 2015-07-15 الساعة 11:08

نيسان ـ

أعْجب من أصحاب القرار في العالم بشكل عام (القوى العظمى) وفي البلاد العربية بشكل خاص، وفي بلدي أكثر خصوصية سبب التناقض المخيف الذي يسيطر على هذه تلك العقول، فلو تتبعنا أحدهم لوجدناه مزيجا من التناقضات غير المفهومة في قوله وفعله، وكأنه تعويذة لعنة سحرية أصبنا بها وعجزنا عن التخلص منها، ومن امثلة هذا التناقض ما يلي:
* يطالبوننا بالوسطية وهم متطرفون في كل شيء.
* يطالبوننا باحترام الآخر وهم يبيدون أي شخص أو دين أو شعب او حتى دولة بأكملها لأجل إشاعة او كذبة أو كلمة.
* يطالبوننا بالمدنية والتحضر عند اختلافنا معهم وإذا ما أغضبناهم تحولوا إلى مصاصي دماء يحرقون ويسخطون على كل شيء، وكأنهم ماكينات للانتقام لا تبقي ولا تذر.
* يطالبوننا بالاقتصاد وعدم التبذير وهم لا يأكلون أكلنا ولا يلبسون لباسنا، وتكلّف الوليمة الواحدة لهم دراسة مجموعة من أبنائنا في كل مراحلها، كما يساوي ثمن سيارة أحدهم راتب أحدنا من يومه الأول وحتى تقاعده إضافة الى مكافأة نهاية الخدمة، وثمن سيجارهم يساوي ثمن دواء فقير لا يستطيع شراءه ويرجع وعيناه تفيض من الدمع، فيما يتكفل ثمن حذاء أحدهم بإطعام عائلة مستورة لأشهر.
* يطالبوننا بالتسامح وهم يعتقلون ويسجنون ويجلدون ويحرمون ويدمّرون حياة عائلة بأسرها إذا ما كتب مقالة هنا أو تغريدة هناك أو شارك بمسيرة او اعتصام ليقول لهم بالله عليكم يكفي لا أريد أن أصبح مثلكم ولكنني أريد أن أعيش باحترام وسلام.
* يطالبوننا بأن لا نسرق أو نخون، وأن نحفظ الأمانة، وهم جراد منتشر في كل شركاتنا ومصادرنا، هم الطاعون الذي لوث أرضنا وماءنا وكل مواردنا، وهم الذئاب المسعورة التي لا تشبع.
* يطالبونا باحترام القانون وعدم تجاوزه ونسوا بأنهم هم من وضعوه فجعلوا لأنفسهم ثغرات على مقاسهم ليتسللوا منها وهم أول من يركل القانون بأقدامهم إذا ما خالفوه فإذا ما سرقوا المليارات لا يحاكمون، وإذا ما سرق فقير رغيف خبز صبّوا جام غضبهم عليه، وكأنه هو الذي باع الأقصى أو هو سبب سقوط الأندلس.
* يطالبوننا بالوطنية وهم غربان مهاجرة لم تحط في بلادنا الّا لسرقة ما يلمع ثم تتابع طيرانها.
* يطالبوننا بالاجتهاد واحتكروا المناصب والوظائف لهم ولأولادهم ولحاشيتهم وكأن الوطن مزرعة توارثوها كابرا عن كابر، وباقي الشعب عبارة عن أبقار تُحلب أو ثيران تَحرث أو كلاب تحرس .
* يطالبون الشباب بالتغيير والإيجابية وهم الذين نسفوا وزارة الشباب عن بكرة أبيها، فشبابنا بلا وزارة ترعاهم ولا نادٍ يستقطبهم ولا مؤسسة ثقافية ترحب بهم ولا منتزه يجمعهم ولا مكتبة تعلمهم ولا جمعية تربيهم ولا أسرة تحفظهم ولا مدرسة تقنعهم ولا إعلام ينفعهم.
وهم يواصلون سرقتنا بشعارات براقة ومبادرات كاذبة لا يستفيد الشباب منها بشيء لأنها افكار مستوردة لا تمت للواقع بصلة، ولو نظرنا إلى بعض وزرائنا لوجدنا أن الفارق العمري بينه وبين سن الشباب أكثر من خمسين أو ستين عاماً، فصاحب القرار عقلية الأربعينيات يريد ان ينجح بالتعامل مع شاب مواليد 2000 ميلادي فعجبا لكم أيها الهاربون من متاحف الحياة كيف ستنجحون....ومع هذا يلومون الشباب إذا ما آمنوا بأفكار تكفيرية او داعشية او حتى مرّيخية.
* يطالبوننا بالانتماء وهم الغارقون في بحر العمالة والفساد ولم ينتموا يوما الّا الى انفسهم ومصالحهم الخاصة.
غيبتم العدالة فغابت الوسطية، آمنتم بأنفسكم فقط فكفرنا بكم وبفكركم، فالعالم اصبح بنظر المواطن غابة ولن يرضى بأن يبقى حملاً وديعا، والأفكار المتطرفة أنتم من زرعها بنفوسنا وأسقيتموها بظلمكم وأنانيتكم وسوء أخلاقكم وغبائكم.
ما جاء تطرفنا البسيط إلا ليواجه إرهابكم الذي لا حدود له، وسكوتنا بركان ساكن سيحرق عروشكم إذا ما ثار وسيثور، ولكن الأمور تجري بمقادير.

نيسان ـ نشر في 2015-07-15 الساعة 11:08

الكلمات الأكثر بحثاً