اتصل بنا
 

دعاء جبريل على الظالمين وهلاوس الانقلاب للدفاع عن الملحدين

نيسان ـ نشر في 2015-07-21 الساعة 21:52

نيسان ـ

تؤكد الأيام والليالي كل حين أن ما نحن بصدده في مصر إنما هو انقلاب فاجر شامل كاسح، لم ولن ولا يدع لنا مجالا إلا اقتحمه، وفرض عليه صبغته الاستبدادية القمعية، حتى لو كانت فيما بينك وبين رب العالمين.

يأبى الفرعون وزبانيته وسحرته وملأه إلا أن يدخلوا في كل شيء من حياتنا، وفي كل مكان، وكل زمان، وها هو شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن تمنع فيه أصوات القرآن وعلوم القرآن وتعليم القرآن، الشهر الذي نزل في آياته (وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان).. يحرم فيه الدعاء، ويجرم فيه الدعاة إلى الله والداعون ربهم..

"اللهم عليك بالإعلاميين الفاسدين.. اللهم عليك بالسياسيين الفاسدين.. اللهم عليك بمن ظلمنا.. وسفك دماءنا.. اللهم عليك بمن اعتدى على حرمات البيوت.. اللهم عليك بمن حبس الشباب ويتّم الأطفال.. اللهم عليك بمن طغى وتجبر.. اللهم عليك بشيوخ السلطان.. اللهم فك أسرانا.. اللهم ارحم شهداءنا".

كان هذا جزء من دعاء الشيخ محمد جبريل على الظالمين في ليلة السابع والعشرين من رمضان، بمسجد عمرو بن العاص بوسط القاهرة، الذي يبدو أنه أزعج السلطة في مصر، فقررت منع الشيخ من دخول إلقاء الدروس والإمامة، بل إنها أيضا "ستعيده لبيته"، بحسب بيان وزارة الأوقاف المصرية ،وأعلن وزير الأوقاف الأمنجي مزهوا " أنه أعاده إلى بيته خازيا " ،فمن الخازي، ومن الكريم العزيز؟ من الحر، ومن العبد؟!.

في الليالي العشر الأواخر من رمضان، التي هي خير أيام العام، الانقلاب وطغمته يصرون على أن يجعلون منها شر أيام العام والشهر الكريم. فبين ليلة ونهارها، وهي ليلة يرجح الكثيرون أنها ليلة القدر، يدعو القارئ الشهير دعاءه المعتاد كل عام، يدعو الله تعالى لا يخاطب أحدا غيره، ويؤمن عليه المصلون، لا يدعون غير الله، فإذا بالدعاء والداعي والمؤمنين -بعل الحالة الانقلابية- يتحولون إلى "إرهابيين" محرضين متطرفين متاجرين بالدين، وإذا بمن دعا عليهم جميعا يصيحون وينبحون: نحن المقصودون، دعا على الظالمين، والفاسدين، والفاجرين، والقاتلين، والمعتدين.. وهم يزعقون: إذا لم نكن نحن المقصودين فمن نكون؟

كان يمكن لهذا الدعاء الذي دعاه الشيخ جبريل أن يمر مرور الكرام، ولا يعلق عليه إلا الأفاقون، وربما جرى السجال الممجوج على الشيخ ودعائه قبولا ورفضا.. إلا أن آلة الانقلاب وإعلامه المأجور تأبى إلا أن تجعل منها واقعة تاريخية تقوم لها الدنيا ولا تقعد.. وتبدأ سيول اللعنات من الشيوخ والشيخات، والمذيعين والمطبلين والزمارين و.. تهاجم الدعاء على الظالمين.. فيخرج وكيل الأزهر: إن مساجدنا ما جعلت للدعاء على الظالمين.. ويخرج وزير وقف الحال "الأمنجي"، عدو الدعوة إلى الله، يهدد ويتوعد ويجرم ويعاقب، ويمنع الداعية من الدعوة والإمامة، ثم يذيل: أنا لم اسمع هذا الدعاء حتى الآن.. نعم لم يسمع، ولم يعقل، إنما هو يردد ما يملى عليه وينقل..

ثم تتحول آلة الحالة الانقلابية المسماة بالدولة لتبحث للشيخ عن مشكلة أو عقوبة.. فتمنعه من السفر للصلاة بالمسلمين في بريطانيا، ثم تبحث لجنة النهب نهب أمواله بحجة تأييده للإخوان.. ويقول الأمنجي الذى ضل طريقه إلى وزارة الأوقاف إن جبريل لن يدخل مسجدا طالما كان وزيرا، أسطوانة مشروخة لا جديد فيها.. لكن هذه المرة لابد من خطوات استباقية حتى لا يتكرر الأمر بغتة، كما جرى في ليلة القدر.. فيمنع الشيخ أحمد المعصراوي شيخ عموم المقارئ المصرية -يعني أعلى رأس رسمية في الحفاظ على قراءة القرآن وكتابته في العالم بحكم العرف- من ممارسة أي عمل دعوي أو إمامة أو قراءة بالناس.. ثم الدكتور أحمد عامر الذي لا يعرف سوى تحفيظ كتاب الله.. إنها مطاردة للقرآن وأهله وشعبيتهم واتصالهم بالناس.. بعد تأميم المساجد، تأتي عملية تأميم المقارئ، وتم ذلك في الليالي العشر الأواخر من رمضان..

نذكر هؤلاء من إعلام الإفك كيف احتفى هؤلاء بكلام، قال الشيخ السكندري صبري فؤاد إن أحد الرجال من أهل الإسكندرية أبلغه أنه ذهب إلي بيت الله الحرام، وكان ينوى الدعاء على الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، ليكون آية للظالمين، إلا أن لسانه تعرض للشلل على حد قوله.

وأضاف فؤاد -الذي تولى رواية القصة خلال درسه الأسبوعي- أن الرجل -الذي لم يذكر اسمه- دعا على الرئيس العراقي السابق، صدام حسين، وعلى الرئيس السوري بشار الأسد، إلا أنه عندما همّ بالدعاء على السيسي شل لسانه. وأشار إلى أن الرجل حاول تكرار الأمر على مدار ثلاثة أيام، إلا أنه لم يستطع الدعاء في البيت الحرام.

واستكمل فؤاد الحكاية قائلا إن الرجل في اليوم الثالث نام، فحلم بالسيسي يرتدي الملايس البيضاء، وعندما استيقظ قرر عدم الدعاء عليه مرة أخرى.

ووجد هذا المقطع على موقع اليوتيوب تفاعلا كبير بين الجمهور الداعم للرئيس السيسي الذى اعتبر ذلك دلالة من السماء، بينما اعتبر معارضوه أنه لا يختلف كثيرا مع ما قاله العالم الأزهري سعد الهلالي عندما وصف السيسي بأنه رسول.

بين خطاب الإفك الإعلامي الذى شن حملة على جبريل وصحبه، واحتفى بشيخ فبرك قصة من على منبره، تخرج هذه الهلاوس الانقلابية تعلن حربا على القرآن ومشايخه بطريقة سمجة ومتبجحة..
لكن لكل ليلية نهارها، فماذا كان في نهار 27 رمضان؟

المعتاد في مصر خطبة رئاسية في ليلة سبع وعشرين.. لكن المنقلب يأبى إلا أن يجعلها نهارا، فيخرج على العمائم في مكان حصين، وموعد غير معلوم مسبقا، بكلماته التي أصبحت محل انتظار الجميع للسخرية والضحك عليها.. لقد قلب الموازين كعادته، وعرف الماء بالنار، والليل بالنهار، والأرض بالسماء، واليمين بالشمال.. فالإلحاد ليس بالشيء المزعج أو المقلق.. والملحدون يعني (اللي ما خرجوش من الدين).. والملحدون يردون التحية بأنه كلام إيجابي.. ثم يتساءلون: لو أحبوا أنهم يخرجون من الدين ماذا يفعلون؟... الإلحاد انقلاب على الإيمان بالرحمن، والانقلاب إلحاد في إرادة الإنسان، وكلاهما يشتركان في الطغيان والتطفيف في الميزان.. أليس في الأمر ما يستحق التدبر؟! دعاء جبريل على الظالمين، وتحريض المنقلب ودفاعه عن الظالمين، "قل كل يعمل على شاكلته"، بين بطش الظالمين والفجر في القول في الدين وهلاوس، تخرج من عقل مهين والدعاء على الظالمين الطاغين، يدور المشهد الذى أنتجه هذا الانقلاب اللعين.

نيسان ـ نشر في 2015-07-21 الساعة 21:52

الكلمات الأكثر بحثاً