اتصل بنا
 

التغيير مِنْ داخل المؤسسة... مِنْ خارج الكرتونة

نيسان ـ نشر في 2020-02-12 الساعة 14:01

نيسان ـ بالنسبة لنا، نحن المستجدّين على عضوية نقابة الصحفيين، فإن مشهد الحراك الإعلامي الذي يجري الآن بشأن انتخابات النقابة، المقررة بعد شهرين، فيه جوانب من هيئات حراك الانتفاضات الناشطة في شارع بيروت وبغداد.
... مع فرق نسبة الاهتمام والمشاركة والمتابعة الإعلامية لما يجري. فحراك انتخابات نقابة الصحفيين ، خارج التغطية وبالكاد يشغل اهتمام اعضائها الذين يصعب تجميع خمسة منهم على رأي واحد. وهي ظاهرة ليست جديدة ،ولها بين ذوي الصلة تفسيراتها.
الاقتراب أكثر من المشهدين، الحراك الإعلامي المحلي، وحراكات الشوارع في عواصم عربية غير بعيدة، يُظهر أن جميعها تتفق على ثلاثة شعارات فضفاضة: تغيير النهج، ورئاسة تنفيذية جديدة مستقلة ، ومجالس تكنوقراط من ذوي الاختصاص.
في وقت ما من العام الماضي، ومثلها في دورات سابقة غير بعيدة، سُمعتْ من داخل الهيئة العامة لنقابة الصحفيين، عندنا ،مطالب بالإقالة وبانتخابات جديدة، مصحوبة بشعارات مماثلة ل "كلّن يعني كلّن".... لكنها مطالب لا تمتلك قوة التنفيذ، وكانت تُستبدل بالتجهيز للانتخابات التالية.
وبالمناسبة، فإن حراك انتخابات نقابة الصحفيين، يتزامن مع نشاط مكتوم متعدد الفعاليات، يستشعر الحاجة المؤسسية لإعادة هيكلة الماكنة الإعلامية، وقد تسرّبت معلومات مجتزأة عنه، على نحو أصاب جدّيته المتفرضة.
كلاهما، حراك إعادة الهيكلة المؤسسية للإعلام وحراك انتخابات نقابة الصحفيين، يتفقان على القناعة بضرورة اجتراح تغيير في النهج وفي الرئاسة التنفيذية للمجالس، وفي تعزيز انطباعات التجديد في الوجوه وفي صفات الاستقلالية والنزاهة المهنية.
ولولا خشية التوسع المُملّ في الحكي، لقلتُ أن تغييراً مماثلاً في هذه الجوانب الثلاث المطلوبة للإعلام ،يبدو أنه مأخوذ بالاعتبار بالنسبة لمجلس النواب القادم الذي قطعت ترتيباته شوطاً متقدماً لتتم انتخاباته قبل نهاية العام الحالي.
في مناهج التغيير الحديثة، أصبحوا يعتمدون النظرية التي تقول "تغيير من داخل المؤسسة لكن من خارج الصندوق"
هذا التغيير الذي يبدو متاحاً للتحقيق وقابلا للتحقيق في انتخابات الصحفيين، يستوجب بالضرورة وجوهاً جديدة، تُعزز الانطباعات بجديّة الإصلاح في النهج، من خلال استقلالية النقيب وتقنية أعضاء مجلس النقابة.
بتقديري، وبموجب ظروف وبُنية نقابة الصحفيين، وطبيعة الاصطفافات الحاصلة في حراكها الانتخابي، فإن "التغيير من داخل المؤسسة لكن من خارج الكرتونة" يمكن أن يتحقق في مجلس ترأسه صحفية محترفة، مشهود لها بالاستقلالية، ويؤازرها مجلس صحفيين تكنوقراط من الذين يعرفون ما هو معروف، وهوأن النقابة لم تقدّم لاعضائها – طول عمرها – ما يُفترض بالنقابة أن تقدمه لاعضائها من حقوق وواجبات.
إذا قّدّر لمثل هذا التغيير المستحق في نقابة الصحفيين بالنهج واستقلالية النقيب وتقنية أعضاء المجلس، أن يتحقق بولاية صحفية كفؤة لمنصب النقيب، فإن إعادة هيكلة الإعلام ربما تكون انطلاقتها الجدّية قد جاءت من نقابة الصحفيين.
ولمن لا يزال محكوماً لعقدة التاء المربوطة، فإن الإسم الرسمي لنقيبة الصحفيين، يظل "نقيب الصحفيين".

نيسان ـ نشر في 2020-02-12 الساعة 14:01


رأي: ماجدة المعايطة

الكلمات الأكثر بحثاً