اتصل بنا
 

'كورونا' إذ تعطس في وجوهنا

للتواصل مع الكاتب:

نيسان ـ نشر في 2020-03-15 الساعة 12:27

كورونا إذ تعطس في وجوهنا ـ
نيسان ـ
إبراهيم قبيلات...أبدع الزميل الكاتب حسين الرواشدة في استنطاق الزوايا الإيجابية لفايروس "كورونا" الذي وحّد الانسانية في مواجهة "عطسها" ورذاذها، وأخطارها، عقب أن حثنا على استعادة جزء من انسانيتنا المنسية..عمان اليوم تؤكد بما لا يقبل الشك أن المسألة ليست مزحة، شوارعنا ومدارسنا وجامعاتنا وحتى سلوكنا يقول الكثير.
نعم، ما أحوجنا اليوم لتكريس قيم الإنسانية في أعماقنا، بعد أن ابتلعتنا الأنانية وشوهتّنا الذاتية، وسيطرت علينا الانتهازية الفردية للظفر بمجرد النجاة، لكن "كورنا" المرعبة أدخلتنا في نفق واحد، كارهين ومحبين لا فرق، المهم أننا نتفقد بعضنا ونحرص على انتهاج سلوكيات تحمينا وتحمي الأخر.
وهل أجمل من التفكير بحماية الآخر من السقوط في فخ كورونا؟ وهل أعظم من الأخذ بيد المريض حتى يسترد عافيته؟.
نعود إلى أصل الحكاية وقد أعلنت الحكومة أمس حزمة من الإجراءات القاسية لحماية الأردنيين من جائحة اهتزت لها أعتى العواصم العالمية، ولا تزال تضرب أمتن مدنها وحواضرها من دون ان تندل على مصل يحمي الإنسان من مواجهة الموت.
اعتاد الأردنيون حالة الانقسام بين مؤيد ومعارض حيال كل شيء، فكيف إذا كان العنوان صحتهم، لكن حالة التململ بدأت تجد لها أذانا صاغية بعد أن ظهر ست إصابات جديدة، عقب ساعات قليلة من قرارات حكومية احترازية، وصلت حد وقف الحياة في شرايين البلد.
ندرك أنها قرارات استباقية ونقف معها حماية للأردن وللناس، لكن ما الذي منع الحكومة أن تضع المواطنين بصورة قراراتها مبكراً؛ لتحد من حالة الهلع والتهافت على الأسواق التي ظهرت أمس، إذ وبمجرد أن أنتهت الحكومة من تلاوة بيانها الرسمي كانت الناس في حالة ازدحام على كل شيء.
قلنا ان وزير الصحة سعد جابر نجح في تقديم نموذج حكومي مختلف، ومن الممكن أن تبني الحكومة عليه جسراً؛ لتمتين الثقة مع شارع فقد ثقته بمسؤوليه منذ زمن، لكنه اليوم معني أكثر من ذي قبل للوقوف إلى جانب حكومته في صف واحد، للخروج بنتائج إيجابية ، شريطة أن تستمر الحكومة بتقديم كل ما يستجد من تطورات بصدق وشفافية.
الناس اليوم صارت تقدّم "الهايجين" لضيوفها بدلاَ من القهوة، في استجابة لتحذيرات ورسائل توعوية كثيرة.."كورونا" ليست مزحة، هي جائحة تهدد أرواحنا ولا بد من مجابهتها بمزيد من التحوط والوقاية.

نيسان ـ نشر في 2020-03-15 الساعة 12:27


رأي: ابراهيم قبيلات

للتواصل مع الكاتب:

الكلمات الأكثر بحثاً