اتصل بنا
 

ملازم بهيبة جنرال وأكثر...

للتواصل مع الكاتب:

نيسان ـ نشر في 2020-03-22 الساعة 01:12

نيسان ـ إبراهيم قبيلات...بخفة مقاتل خلع بزّته العسكرية ثم ألبسها حاجة مسنة، هدّ جسدها التعب والوحدة؛ فاستكانت إلى دوار أصم في مدينة عمان المشغولة هذه الأيام بحظر التجول.
في الحقيقة.. هو لم يخلع (فلدته) العسكرية وحسب، هو نزع قلوبنا من صدور لم تعد تخشى سوى فايروس (كورونا) ، هو سفكَ أرواحنا بلا دماء..هو هزّ الأم في شرايين أصابها اليباس.
كانت عمان كرفيقاتها من المحافظات تحتفل بعيد الأم، فقد كان هذا واضحاً من صفحات الناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي، هو احتفالَ نريده صاخباً وبلا مشاعر..نريده حباً بلا دموع أو قل موسيقى بلا تمايل..فجاء أمر العسكر.
أمر أذعنا له دون سواه..أمر آمنا به أن العِلمَ سيتكفل بمداواة فايروس كورونا أجلاً أم عاجلاً لكن من سيتكفل بمداواة أمراضنا الإنسانية؟
هل انتبهتم لهزيمته من نفسه أمام كرامة الأم وجزالة عطائها بعد أن لفها بفلدته العسكرية؟ العسكري لا يهرب..لكنه فرّ هارباً من قسوة الحياة على أمهاتنا..
هرب من دموعها وحسرتها..هرب من شيبها وتجاعيدها...هرب من تساؤلاتها الملحة ..هرب من دموعها الحائرة..هرب من كل هذا ولاذ بنفسه..وكأنه لا يريد أن يكسر نفسه أكثر مما ينبغي..أو قل لا يريد أن يكسرنا حد التشظي..هو يريد أن يوقظ إنسانيتنا وكفى.
أعيدوا "الفيديو" مرة وأخرى أرجوكم..ففيه الكثير مما غاب عنا..دققوا في خلايا الوجع أكثر علّكم تضعون أيديكم على شيء أخطر من كورونا..
نعم، نحن نسينا أمهاتنا ردحاً من هجر؛ فجاء من يذكرنا بهن على طريقة الكرام.
هؤلاء هم العسكر..يرابطون كالطود على الحدود، وعلى الثغور من دون يرف لهم جفن، ثم ينهارون دون سابق إنذار إذا شموا رائحة جرح الأمهات، أو إذا مروا من جانب (عصبة) مكسورة الخاطر.
هذا (الضابط) مَلك قلوبنا؛ فغدت بين يديه كبندقية إن شاء نظفها بهدوء ثم تحزّم بها وإن شاء أطلق منها كومة رصاص ..المهم أنها لن تخذله .
إليكم أنتم دون سواكم وقد سكنتم الأرواح ومهجة القلوب؛ فكنتم أملنا وذخيرتنا نقول: شكراً بحجم حرقة قلوب الأمهات وأكثر.

نيسان ـ نشر في 2020-03-22 الساعة 01:12


رأي: ابراهيم قبيلات

للتواصل مع الكاتب:

الكلمات الأكثر بحثاً