اتصل بنا
 

ماذا بعد عزل إربد؟

نيسان ـ نشر في 2020-03-27 الساعة 22:09

نيسان ـ في الهند يضربون المارة بالعصي، ليفرضوا حضر التجول وينقذوا الأرواح، و في الصين كسرت كل الخصوصيات، وتمت مراقبة الناس فردا فردا من خلال التقنيات و أجهزة الجوال، و أوروبا مازالت تنزف وهي بلد الحريات والديمقراطيات، والأردن أغلقت مدينة إربد، ولا نعلم من هي المدينة الأخرى التي سوف تغلق؟!
حتى لا يضرب الشعب الأردني بعصي الخيزران و"مطارق الرمان" بالشوارع مثلهم كمثل الهند، وحتى لا تنتهك خصوصية الأردني كما هي وهان، وحتى لا ننزف مثل أوروبا، على الحكومة أولا و الشعب ثانيا أن يؤمنوا بالحقائق التالية:
1- بائع الخضار، وصاحب الدكانة، والميكانيكي، والموظف بشركة خاصة، وصاحب الشركة الخاصة، و القطاع العام، بعد شهر هل سوف يتمكنوا من شراء ربطة الخبز؟! طبعا لا.. فمن لم يمت من الكورونا، سوف يعاني من تعثر الاقتصاد، وسوف تكون آثاره ممتدة و طويلة الأمد
2- سرعة استجابة الحكومة في بداية انتشار الكورونا، وإدراكها بأن الظروف غير طبيعية، وطارئة، و تصرفها بسرعة فأصابت وأخطأت، ولكن الشعب وقف خلفها لأنها استجابت بسرعة للحدث، ولكنها، سوف تبدأ تخسر طالما أن وسائلها لم تحدث فرقا.
3- خروج الرزاز ليشتري الخبر من باص الأمانة، وسعد جابر اقترب من قلوب الشعب كان له أثر في البداية، ولكن كثرة الظهور الإعلامي، و "الكليشيهات" لن تفيد بالأيام القادمة، لأن الظرف غير طبيعي، ويحتاج لحلول تعتمد ابتداء على وعي المواطن شبه الغائب، وبأحسن الأحوال وعي مستهتر في غالبه.
4- العزل لمدة 21 يوما بحدة الأقصى، سواء كان كورونا حقيقة أم زيف، سوف يوقف تمدد هذا الفيروس، وسوف تكون البلد نظيفة، وتبدأ تدور عجلة الاقتصاد، وسوف يسعد أبناء الميكانيكي، والموظف، و صاحب الدكانة.
على الحكومة، أن تؤمن بأن كل يوم يجب أن يكون فيه حل، وأن يؤمن الشعب بأن الكورونا شرارة، ولكن نار الاقتصاد و دمار الشركات، وتوقف الحركة هو النار التي سوف نحترق بها لشهور، لا وبل لسنوات.. ولكن ما هو الحل؟!
احتواء المرض هو الحل، ولكن أميركا لم تقدر، وإيطاليا تنزف، والصين تخفي الأرقام، فهل حكومتنا قادرة؟!
طبعا غير قادرة، وعليها أن تقود المبادرة لتوجيه سلوك الشعب الغائب، الغائب عن إدراك حجم المعاناة الاقتصادية التي سوف تكون اشد وطأة من الكورونا اذا استمر الحال كما هو لشهر واحد فقط، لذلك. على الحكومة أن تؤمن وتفعل مايلي :
1-"خذ الحكمة من افواه المجانين"، على الحكومة أن تفعل الفيس بوك و وسائل التواصل الاجتماعي، من خلال انشاء صفحات الكترونية مخصصة للحلول التي يقدمها أبناء الشعب، لأن مصير الأردن لا يمكن أن نعلقه برقبة الرزاز وحكومته فقط، فعلى الجميع أن يسمع الجميع، وسبعة مليون بني آدم اظنهم قادرين على خلق حلول، ولكن لم تتح لهم الوسيلة لدعم آرائهم.. وحتى لو كانت حلولهم مجنونة فلتسمع الحكومة لهم.
2-العقوبات ليست رادعة، و لا المكافآت وحدها كافية، ولا الظهور التلفزيوني قد يغير سلوكنا، خليط من العقوبات و المكافآت لكل ملتزم يجب أن يتم إيجاده وبأسرع وقت ممكن، وأن يتم تطبيق تلك العقوبات و المكافآت من خلال الحلول التقنية، وخصوصا أجهزة الهاتف المتحرك، ولو وصل مثل هذه الرسالة لكل هاتف متحرك اردني: "ابقى في بيتك 14 عشر يوما واثبت أنك لم تغادره، سوف يتم اعفاؤك من تجديد ملكية سيارتك، أو من فاتورة الكهرباء .. او غيرها من المكافآت.. إذا اثبت ذلك" والاثبات قد يكون من خلال تقنية خرائط جوجل أو من خلال برنامج يطوره أي مبرمج أردني بيوم واحد.
3-علم النفس، مئات بل الآف من الاخصائيين النفسيين، وأطباء و دكاترة علم النفس، يمكن للحكومة الاستفادة من اقتراحاتهم ومن علمهم، بخلق منهج علمي للتأثير على سلوك الشعب في هذه الأيام، وانا متأكد من انهم سوف يعملون بالمجان، ولكن على الحكومة أن تتحرك نحوهم.
4-الإشاعة الناعمة، بوريس جونسن ليس مصابا بالكورنا كما يقال، ولكن اعلان أنه مصاب دفع بألاف إن لم يكن بمئات الاف أن يلتزموا بيوتهم، كيف؟ وما هي طريقة إدارة الاشاعة الناعمة؟ أظن ان الحكومة قادرة عليها، وإعلانات جوجل على اليوتيوب، والفيس بوك سوف تصل لأكثر من 90% من الشعب الأردني.
5-توجيه رسائل للأطفال، المنكفئين على اجهزته الخلوية وخلق الوعي لديهم، كفيل بأن يمنع اباءهم وامهاتهم من ارتكاب حماقات.
6-على الحكومة أن تدرك بان سلوك الشعب لن يتغير بظهور أي وزير حتى ولو بكى، ولن يتغير حتى ولو وقف شرطي على باب كل منزل، الشعب يحتاج إلى أن يفهم ويحس بمخاطر وأثار كورونا بطريقة مباشرة وغير مباشرة.
7- الحكومة فعلت قانون الدفاع، وبظل قانون الدفاع يجب أن تلغي العقوبة علي تصوير وجه كل مخالف للحظر، وأن يتم تصويره ونشره على وسائل التواصل الاجتماعي و أن يكتب تحت اسمه، مستهتر بالوطن
ودور قيادة التغيير على الحكومة، و على الشعب أن لا يبقى صاما مسامعه كثيرا، لأنه سوف يعاني أكثر واكثر مع كل يوم تمتد فيه فترة الحجر
سلم الله الأردن .. وحفظ الله شعبها
لا نمتلك العلم.. ولكن الوضع الراهن يدفعنا لاقصي خدود تفكيرنا
#الانسان_المهدور

نيسان ـ نشر في 2020-03-27 الساعة 22:09


رأي: محمد ملكاوي

الكلمات الأكثر بحثاً