اتصل بنا
 

سعد جابر...فارسٌ مِقدامْ لا يستطيعُ إلا أن ينتَصِر

كاتب أردني

نيسان ـ نشر في 2020-03-27 الساعة 22:25

نيسان ـ يقول عنتره بن شداد في معلقته :
هَلاَّ سَأَلْتِ الْخَيْلَ يَا ابْنَةَ مَالِكٍ
إِنْ كُنْتِ جَاهِلَةً بِمَا لَمْ تَعْلَمِي
يُخْبِرْكِ مَنْ شَهِدَ الْوَقِيعَةَ أَنَّنِي
أَغْشَى الْوَغَى، وَأَعِفُّ عِنْدَ الْمَغْنَمِ
وَلَقَدْ حَفِظْتُ وَصَاةَ عَمِّي بِالضُّحَى
إِذْ تَقْلِصُ الشَّفَتَانِ عَنْ وَضَحِ الْفَمِ
فِي حَوْمَةِ الْمَوْتِ الَّتِي لاَ تَشْتَكِي
غَمَرَاتِهَا الْأَبْطَالُ غَيْرَ تَغَمْغُمِ
يَدْعُونَ عَنْتَرَ وَالرِّمَاحُ كَأَنَّهَا
أَشْطَانُ بِئْرٍ فِي لَبَانِ الْأَدْهَمِ
.............
في ظِلِ احتِدامِ معركتنا مع (فايروس الكورونا) ، يخرجُ من بين صفوفنا فارسٌ مِقدامْ، بَطَلٌ لا يستطيعُ إلا أن ينتَصِر، قائد يقول لنا :شاهدوا جيداً فها هُنا الكثيرُ مِنَ الموت..
وبنبرةٍ تبعثُ الطمأنينة، وبلغةٍ تنثرُ الأمل، أَردَفَ قائِلاً :وها هنا الكثيرُ مِنَ الحياة، نظرَ للشمسِ المُكتَملةِ التي مَرّتْ مِنْ هنا وَقال:
لَنْ أقبلَ بأنْ أكونَ شِبهَ إنسانْ،
لَنْ أقبلَ بشِبهِ وطنْ،
لنْ أقبلَ بشِبهِ دَولةْ.
أدارَ رأس جَوادِهِ وإالتَفَتَ إلينا قائلاً:
عندما تَخرسُ هَذِهِ الحَربْ سأقطفُ وردتينِ مِن حدائقِ المدنِ الصامتة، وسأنفضُ عنهما غُبارَ المعاركِ
وسأهديكُم الوردةَ البيضاء.. ثمّ سأذهبُ الى أضرحةِ شهداءِ جيشنا العربي الذي أفتخرُ بأنني أحد أبناءئه المُخلصين، وسأضعُ الوردةَ الحمراءَ على حافّةِ إنسحابِ الشمسِ من النافذةِ الأخيرةِ..وسأتلو على الشهداءِ ما فاتَهمْ من قصصِ هذه الحربِ،وماذا رُويَ لي عن حبيباتهم بعدَ الغيابِ، وماذا لو ما زالوا أحياءً، ثمّ... سأُهديني وردةً، وسأمضي باحثاً عنْ حُلمٍ سيكونْ...
*على الهامِشْ... كان معالي سعد جابر سعيداً قبل قليل وهو يقول : وأجملُ مَشهدٍ هذا اليوم هوَ أنْ تُعمِّدَ عينيكَ بسِتّ عشرة حالةً جميلة (يتلَثَمنَ) بعد إنتصارهم في معركةِ اليومِ.
وعن عروس الشمال التي نحب ونعشق، قال معاليه:انها بخير وكيف لا وهي في عينه مستقرة، وأهلها أصحاب الفكر والحنكة، وأصحاب الحضارات، فهم إمتداد الآشوريين، و الفراعنة، والبابليون، والإغريق.. المقاتلون الأشاوس في هذه المعركة التي سنعلن إنتصارنا فيها عما قريب.
معالي اللواء الركن الدكتور سعد جابر، دخل قلوبنا جميعاً دون استئذان، فهو عقيد الخيل، وقائد المعركة، وسيد فرسانها.
"هناكَ مَنْ يصنعونَ ( قدَرهمْ )في هذا العالمِ وهناكَ مَنْ يَنتظرونه !" هو من يصنع القدر الأردني بهيبة جنرال، و هو من وضع الوطن في عينه وأغدق عليه برمشٍ وأهداب.

نيسان ـ نشر في 2020-03-27 الساعة 22:25


رأي: رأفت القبيلات كاتب أردني

الكلمات الأكثر بحثاً