مواطنتنا على المحك

نيسان ـ المواطنة الحقة في أي بلد تنشأ من حرص المواطن على القيام بواجباته ومسؤولياته أمام المجتمع، وهي مرتبطة ارتباطا وثيقا في العدالة الاجتماعية وحصول المواطن على حقوقه على أتم وجه، حينها يشعر بالمسؤولية تجاه الوطن .
في الظروف الإستثنائية تكون هذه المسؤولية مضاعفة قدر امكان الشخص بما لا يتعدى حقوق الآخر ، وهذا ما يحصل لنا في هذه الآونة ، فعندما نسمع كل هذه التنبيهات التي تهم الصالح العام بالقضاء على انتشار هذا الفيروس الذي غلب الدول العظمى والتي لديها القدرات المتعددة في جميع المجالات ، الا انها وقفت عاجزة أمام تفشي المرض ، لنحاول نحن بقدراتنا البسيطة لنراهن على ثقتنا بمؤسساتنا و على قدرات فريقنا الطبي الذي يشهد له الجميع بمهارات فذة وفريدة ويبقى الرهان الأكبر على وعي وإدراك الشعب .
يظهر لنا بين الحين والآخر ثغرات قد تعيدنا إلى مرحلة الصفر ونثر كامل الجهود الجبارة بلا معنى .
ترقبنا جميعنا في الأيام القليلة الماضية بيان الساعة الثامنة عندما يصرح وزير الصحة بانحسار الأعداد وتراجعها ، راقبنا جميعا بفرح مفعم تباشير آمل على محيا الوزير ، الا انني اكاد اجزم ان تصريحه الأخير اصابنا في مقتل ، والسبب الرئيس هو عدم وعي وإدراك وتجاوب البعض مع ما مر بنا من قرارات اثقلت كاهل الدولة قبل ان تسرق منا اجمل لحظات ربيعية كنا سنعيشها بمعية من نحب .
ما حدث سيزيد من حربنا قليلا ليؤكد لنا جميعا بمدى خطورة الوضع وان أي تهاون في خرق كل هذا التكاتف والجهد المقدر سيفاقم الامور ويوصلها إلى ابعد ما كنا نتخيل ، ونعود إلى المربع الأول في هذه القضية التي تشغل بال العالم بأسره .

رأينا تنوعا في أسلوب الحديث والرجاء الحكومي متمثلا بالفريق كاملًا على ضرورة الالتزام ومراعاة جهود الجنود خلف الكاميرات بجميع اطيافهم ونحن متنعمون في بيوتنا ، فلنقف جميعا وقفة انتماء تتمثل في التزامنا فكلنا مسؤول .