اتصل بنا
 

الشركات الخاصة ووهم الإفلاس

أكاديمي أردني

نيسان ـ نشر في 2020-04-08 الساعة 23:22

نيسان ـ يبدو أن القطاع الخاص ينتظر كورونا كي يتخلص من موظفيه ويضيق عليهم الخناق تحت ذريعة توقف عجلة الإنتاج التي كانت تعمل على مدار سنوات وتحقق أرباح كبيرة كان نصيب موظفيها من تلك الأرباح دراهم معدودة ،ويذهب ريع الإنتاج إلى حساباتهم الشخصية.
وهذا حقهم الذي لا نغمطهم عليه؛ ولكن ما ننكره أو أنكره أنا بوصفي مشاهدًا للموقف هو التضحية بالموظف الذي كان شريكًا لهم في الغرم، إذ إنه العنصر الذي كان يسيّر الإنتاج ؛ فلولا اليد العاملة المدربة والمنتجة ما كانت ستنجح تلك الشركات وتحقق أرباحها .
والآن دعونا نحسب المدة الزمنية التي بدأ بها الحجر وتوقف بها الإنتاج وأصبح العامل بلا عمل ؟
أظن أن المدة لم تصل شهرًا أو شهرين على الأكثر، وهذه المدة ليست كفيلة للتضحية بموظفيها وغمطهم حقهم في رواتبهم.
فالموظف المقتصد يملك وفرا ماليا على قلة ما يتقاضاه يكفيه لشهر؛ فكيف بتلك الشركات التي كانت تجني أموالا طائلة وتحقق أرباحا كبيرة... فمن الطبيعي أن يكون لديهم مخزون ماليًا يكفيهم ويكفي موظفيهم لحين انجلاء تلك الأزمة.
وأرى أن القطاع الأكثر تضررا هو قطاع الطيران الذي كان يحصد أرباحا؛فمن باب أولى أن يبقى الموظف موظفًا يتقاضى كامل راتبه دون نقص؛ لأن الكورونا ليست ذنبه وتوقفه عن العمل كان بسبب ذلك الظرف الطارئ الذي بدأ بالدول الكبيرة قبل الصغيرة ،وإلى الآن لم يصل الخطر الحقيقي إلينا ،وعلى تلك الشركات أن تتقي الله في موظفيها وتحافظ عليهم؛ ليكسبوا ولاءهم وحبهم ؛ فالنفوس إن لم تجد عملا في الطاعة فقد تلتمس عملا في المعصية.
وعليهم أن يحذروا ثورة العمال الذين يعرفون أرباح تلك الشركات ونفقات أربابها الخيالية ،وذلك ليحافظوا على أنفسهم وشركاتهم وموظفيهم فهل من مستجيب؟؟.

نيسان ـ نشر في 2020-04-08 الساعة 23:22


رأي: د. مهدي الشموط أكاديمي أردني

الكلمات الأكثر بحثاً