غرفة عمليات بسيفين ونجمة وسنابل من قمح..

نيسان ـ إبراهيم قبيلات...تستطيع أن تقول إنها غرفة عمليات عسكرية، بمهمات صحية، أرضها الاردن وزمانها كورونا..غرفة عمليات بسيفين ونجمة تستظل بسنابل من قمح، صارت روحاً عسكرية..
الجنرالان يوسف الحنيطي وحسين الحواتمة يقتعدان حواف الخطر، ويرسمان مستقبل بلادهما بصمت العارفين.
ماذا يخط الحنيطي على هذه الورقة؟ .
يخط الرجل عصارة جهد زملائه في الميدان وفي غرف المراقبة والتتبع..ثم يشاور الحواتمة "الساهم" في التفاصيل الكثيرة.
ماذا يقرأ الحواتمة في ورقة الحنيطي؟ .
يقرأ الجنرال حبات من حيطة في أرض هذه الورقة...ثم يصفن في المعادلة التالية: أمس صفر..واليوم تسع حالات..فماذا عن الغد؟.
وهذا الغد هو ما يؤرق الحنيطي ويؤرق الدولة ويؤرق الحواتمة الذي يعود لغرفة عملياته، اقصد يعود لورقته ودماغه وخيرة الرجال على يساره..
في الحقيقة الحنيطي لا يكتب،،هو يترجم أو إن شئت يخط عزم الرجال الرجال وحبات عرقهم في الميادين والشوارع وعلى أبواب المستشفيات..هو يتنفس من رئتي الحواتمة "الصافن" في مشهد وقف له العالم على رؤوس أصابعه..
مشهد تبدلت به أولوياتنا وطموحاتنا..مشهد صرنا به نكتفي بمجرد اتصال سريع لتعزية قريب أو تهنئة صديق..مشهد ظهرت به شوارعنا خالية إلا من عسكرها وعمال الوطن..مشهد صرنا معه نفتتح نهاراتنا بـ"الهايجين"، ثم نختمها بسلسلة من عادات ظلت حتى وقت قريب غريبة عنا وعن طباعنا.
في الصورة أنا وفيها أنت ونحن بكامل قلقنا وإصرارنا، قلق من تفشي الفايروس بيننا رغم كل ما تتخذه الدولة من احتياطات، وإصرار منا على عبور المرحلة بأقل الخسائر..
في الصورة خليط من تشاركية وتواضع لرجال آمنوا بقدرتهم وعزيمتهم منذ "الكرامة" ولا زالوا يرفدونها بالحكمة والصبر.. في الصورة سيفان ونجمة وتاج وسنابل قمح نبتت في روح عسكرية لا تكف عن العمل ولا تمل من مقارعة أعدائها، وفي الصورة عقول حكيمة خبرت الميدان جيدا، وصارت حليفة للنجاح..في الصورة قوارة يتيمة وقليل من عشب وكثير من أمل وعزيمة..
في البدء، كنا نقول كلما فشل السياسي جيء بالعسكر،، وكلما أخفقت السلطة التنفيذية جيء بالعسكر،، اليوم تتشارك الحكومة مع العسكر في صوغ معادلة جديدة ستكون هي طوق من نجاة..