اتصل بنا
 

معاليك: إطلالتك غير مبررة

أكاديمية أردنية

نيسان ـ نشر في 2020-05-21 الساعة 22:37

نيسان ـ لطالما، سعت المؤسسات الدينية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية على ترسيخ مفهوم التعاضد والتلاحم والتقارب بين أفراد المجتمع الواحد، سعياً منها لترسيخ مفهوم الولاء والانتماء والتصدي لأي طارئ للوطن. والآن، تسعى الحكومة لترسيخ مفهوم التباعد الاجتماعي حرصاً منها على سلامة المواطنين وعدم تفشي الوباء. بالعقل، ما تزرعه سنين هل تتوقع تقبله خلال أشهر! عدم التقيد بالحظر لا يأتي تعنتاً وجهل وعدم تحمل مسؤولية كما يدّعي البعض، بقدر ما هو أسلوب حياة اعتاد المواطن عليه، وما زاد الطين بلة أزمة الثقة بين المواطن وحكومته في الوقت الراهن، طيب كيف؟
التخبط الحكومي في إصدار القرارات السريعة من قوانين الدفاع غير مبرر، خروج وزير الصحة على الشاشة مُنهك ومُحبط يُثير الاستهجان، ولنفترض 23 حالة من بين 11 مليون "أيش يعني!"، بعض الدول العربية يصل عدد الحالات اليومية ل 2800 حالة وتبقى القرارات كما هي مثل ساعات حظر التجول المعتادة، مجرد تغيير ساعات حظر التجول للساعة الحادي عشر ليلاً لمدة يومين يُثير الهلع عند المواطنين، بمعنى، رتبت وقتي وظرفي على أن أخرج لأنهي كافة احتياجاتي قبل الساعة السادسة، وهذا بحد ذاته إنجاز. أما أن يتم إصدار قرار دفاع جديد بالتمديد والحظر الشامل بعدها!
هذا عقاب للمواطن بذنب لم يقترفه واستهتار بقدراته على تحمل مسؤولية الأزمة وتلاعب بإمكانياته النفسية التي باتت بالانهيار، ما يحدث الآن يُنذر بعواقب ليست محمودة ولا مذمومة وليس لها مسمى سوى "مخاض ستندمون عليه"...
ليتم التعامل مع الجانحة بهدوء أكثر، نحن لسنا على أبواب حرب والحرامي على الباب، المواطن لم يعد باستطاعته استيعاب مجريات الأحداث من زيادة راتب ونقصانه بنفس الوقت "أشي بلخم"، اليوم للساعة ستة وغدا الحادي عشر وبعده شامل لإنه عنا إصابة زيادة "وشو دخل أهلي"، إذا دخلت على طالباتي مكتئبة أول سؤال يوجه لي: "أستاذة سلامتك أيش في؟"، وبالمقابل أرد عليهم: " ملعون أبو اليوم إلي شفتكم فيه أي هو بيجي من وراكم غير المصايب"...
وهذا بالضبط ما تفعله الحكومة فينا، واحد بغلط بدون قصد والكل بتبهدل ويتحمل التبعات، العالم كله موبوء ودعوا المواطن يتنفس ويرتب أولوياته وتحركاته بنفسه، الوضع ليس أسوأ من أمريكا وإيطاليا والدول الأخرى، لا داعي للإطلالة البائسة "الأردن بخير طول ما إنتو بخير" نريد ذاك الوجه الذي عهدناه أول مرة لتسكت الأقلام عن التشفي، منكم نستمد الأمل وإلي فيها مكفيها معاليكم.

نيسان ـ نشر في 2020-05-21 الساعة 22:37


رأي: د. الهام العلان أكاديمية أردنية

الكلمات الأكثر بحثاً