اتصل بنا
 

يا عزيزي: قل لها أن لا تختبئ خلف وردة.. هي أجمل بكثير

كاتب أردني

نيسان ـ نشر في 2020-06-27 الساعة 23:52

نيسان ـ يقول شاعر الثّورة الكوبية "هيسوس أورتا رويث" (Jesús Orta Ruiz) :
إذا لم تأتِ لتعطي،
تعطي الوقت والقلب، والحياة،
فلا تدخل؛
لأنّك من حيث دخلت ستغادر..
إذا جئت رغبةً
بامتيازٍ
أو مكسب،
لا ينبغي أن تكون هنا؛
حيث الجُرح أجمل الورود..
هذا المكان يعلّمك
حبّ التّضحية..
هنا، يجب أن تكون،
آخر من يأكل،
وآخر من ينام،
وآخر من يملك،
وأوّل من يموت.
...........
يا عزيزي، باتَ الحُبُ اول المغادرين دائماً، وباتت التضحية روايةً نقرأ بعض سطورها ليلاً فقط، فما هو إلا زمان التيه والدولار... أنا يا صاحبي عندما عدتُ مِن عمان للقرية، كنت أبحث عن السلام... فعلمتُ ان السلام حكرٌ ( للمجانين)، وما كانت حقائبي التي عُدتُ بها فارغة فقد تسلل إلى داخلها منفاي.
انا لستُ بكاتب، فأنا الذي يمشي بجنازتهِ يومياً، وفي كل مرة بلا سابق إنذار اصلُ حافةَ المقال، وأسقط في الجهة الشرقية للقبر
فيعودُ بعض الأحبة بخيبةٍ وبعض حزن.
في القرية... وخلال تجوالي في حواريها، كنتُ أقابلُ طفلاً (اسمر البشرة، واسع العينين، جميل الضحكة، وكالعادة حافي القدمين) هذا الطفل أشبهُ بطفلٍ جائعٍ في موسم حصاد، هو سيدُ الدهشة، وهذه الحروف لهذا ( الجائع).
ايا تائهاً كما الكثيرُ منا.. أعلمُ تماماً بأنك بالليل تكون وحيداً كما أنت وحيداً كما كوكباً مهجوراً، أراكَ كقطعةِ ثلجٍ تائهةٍ في تموز.. وأعلم تماماً أن الفرق بين الممكن والمستحيل هو أنثى ستحبها ذات يوم.
قبل خروجي من القرية قبل قليل، وي كأنني شاهدتُ على بن أبى طالب وكارلوس في سجنه يبتسمان قليلاً، وكأنهما يقولان، لي: ستنتصر يوماً، كل الطرق يا أعزائي تؤدي للنصر هازماً او مهزوماً، فالطريق الوحيدة لمعرفة المستقبل هي صناعته فقط..
لذلك الطفل مجدداً.. إن رأيت الحسناء التي أداعبُ مشاعرها كل صباح فاطلب منها (شلن) كعادتك،تلك التي تمشي على ( استحياء) وتقبّل الشمس جبينها خلسةً ذات ظهيرة، وتغيب الشمس مع غيابها مع انتهاء الدوام في الثانية ظهراً! وقل لها أيضاً هو (صباحكِ أنتِ فقط) وقل لها من قال لكِ بأنهم أغلقوا مصانع الحب في بلادنا لقلة الطلب، فما هم إلا متطفلون لا يعلمون بأنني أصنع الحب كما أصنع الطعام كل يوم، وقل لها أيضاً بأنني أحببت القلق الظاهر في عينيها، وقل لها أيضاً ان لا تختبئ خلف وردة هي أجمل منها بكثير، فأنا أبحث عن وجهها كل صباح وما رحيقها الا دليلي... وقل لأبو مازن " لا زال قلبي مشرداً"....

نيسان ـ نشر في 2020-06-27 الساعة 23:52


رأي: رأفت القبيلات كاتب أردني

الكلمات الأكثر بحثاً