اتصل بنا
 

'#اردوغان_حل_عنا'.. حملة شعبية سورية في وجه أردوغان

نيسان ـ نشر في 2020-07-11 الساعة 22:46

نيسان ـ أطلق نشطاء سوريون حملة اكتسحت مواقع التواصل الاجتماعي، عنوانها "#اردوغان_حل_عنا"، حملت رسالة واضحة تم توجيهها للرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الذي لا يفكر حالياً إلا بترسيخ حكم حزبه، حزب العدالة والتنمية، من خلال التنكيل بأحلام الطامحين للحرية والخلاص من قيد الاستبداد، ليس فقط في داخل تركيا، التي يعاني شعبها أزمة اقتصادية كاسحة فحسب، إنما بوصول يده التخريبية إلى دول الإقليم، وعلى رأسها ليبيا وسوريا.
أردوغان الذي يدّعي العلمانية، وفي المقابل يحوّل متحفاً يزوره ملايين الناس من مختلف الديانات إلى مسجد، يبرع في ممارسة التناقضات؛ حيث تجده يتغنى بتأييد ثورات الشعوب في دول المنطقة، لكنه ومن دون أي اعتبار لمعاني الإنسانية وقيمها، يجنّد أطفالاً سوريين لإرسالهم إلى ليبيا ليقاتلوا في صفوف مرتزقته هناك. ففي آخر إحصائيات للمرصد السوري لحقوق الإنسان، وصل أعداد المجندين الذين ذهبوا إلى ليبيا إلى نحو 15,800 سوري، 300 منهم تقريبا أطفال تتراوح أعمارهم بين 14 و18 عاماً، فيما بلغت حصيلة القتلى في صفوف المرتزقة نحو 470 مقاتلا بينهم 33 طفلا دون سن الـ 18.
لقد أظهر وعي السوريين عند إطلاقهم هذا "الهاشتاغ" خطورة مشروع أردوغان التوسعي والإقصائي، وخديعته الكبرى التي يجمّلها بمبادئ مزيفة يدغدغ فيها مشاعر أنصاره على مدار سنوات كثيرة، فهو لا يفكّر إلا في استغلال قضية السوريين المغلوبين على أمرهم؛ حيث لم ينسَ العالم بعد تهديداته للأوروبيين مثلاً في تشرين أول الماضي بورقة اللاجئين السوريين، عندما قال إن بلاده سترسل 3.6 مليون لاجئ موجودين لديها إلى أوروبا إذا وصفت الدول الأوروبية التحرك العسكري التركي في سوريا على أنه احتلال، وذلك بعد بدء قواته عملية عسكرية شمال شرق سوريا في مناطق خاضعة لسيطرة الكرد، بعد أن أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب سحب قوات بلاده من المنطقة.
إن كل الجبروت الذي يتمتع به أردوغان ويحظى بتأييد له من أشباهه من أصحاب تيارات الإسلام السياسي، ناجم عن فكره الإقصائي الذي لا يقبل بوجود آخر مختلف على أرضه أو بجوارها، فهو على استعداد أن يرمي بأجساد العرب وأرواحهم إلى أي تهلكة كانت في سبيل تحقيق مآربه السياسية والاقتصادية، غير آبه في الوقت نفسه بظروف شعبه الذي يعاني من ويلات اقتصادية تتمثل في تنامي معدلات الفقر والبطالة وارتفاع التضخم الذي انعكس على تردي أحوالهم المعيشية، ليصبحوا الآن على موعد مع عقوبات أوربية على بلادهم، رداً على تجاوزات أردوغان في التنقيب عن النفط والغاز في "شرق المتوسط"، وهو ما برز في قول وزير الخارجية الفرنسي، جان إيف لودريان، بعد دعوته شركاءه في الاتحاد الأوروبي إلى إجراء محادثات تتعلق بالعلاقة المستقبلية مع تركيا: "لقد اتخذ الاتحاد الأوروبي بالفعل قرار فرض عقوبات على تركيا، ويمكن التفكير في عقوبات أخرى". فهل سيبقى شعب تركيا صامتاً أمام ما ينتظره من ويلات جديدة بسبب أردوغان؟
وبالعودة إلى هاشتاغ "#اردوغان_حل_عنا"، الذي خرج من قلوب السوريين قبل حناجرهم، فإن الأوْلى من العربي الذي لم يناصر مطالب السوريين في ثورتهم عام 2011 أن يلتفت اليوم لصرختهم في وجه أردوغان، لخطورة مشروعه التوسعي في المنطقة، الذي لا يفرِقُ عن مشروع إيران، وإن اختلفت الطائفتان؛ فالأطماع السياسية والاقتصادية في دول الإقليم هي عنصر مشترك يجمع أنقرة وطهران، وإرسال الميليشيات الإرهابية لتحقيق تلك الأطماع هو عنصر مشترك آخر، الأمر الذي يوجِب على العرب مزيداً من التفاعل مع هذه الحملة وتبنيها والضغط على حكومات دولهم، لأجل اتخاذ موقف موحّد يكفّ يد أردوغان عن إهدار دم العرب بيد العرب.

نيسان ـ نشر في 2020-07-11 الساعة 22:46


رأي: محمود عفيفي

الكلمات الأكثر بحثاً