اتصل بنا
 

التهمت آخر قطعة موسيقية أمس.. لقد انتهى عصرُ الأنبياء

كاتب أردني

نيسان ـ نشر في 2020-08-11 الساعة 11:17

نيسان ـ آخرُ قطعةِ موسيقى التَهمتُها في هذه الليلة البائسة النافِقَة جعلتني ألمسُ أرواحاً هائمةً في السماءِ مرّة أخرى وكذلكَ كانتْ بعض ذكريات.
بعيداً عن أحداث البلاد المتسارعة، وانشقاقات وانقسامات الشارع الأردني، قررت اليوم أن أهرب من كل شئ يدور بين حواري مواقع التواصل الإجتماعي، أو في الصالونات السياسية، أو بالقرب من دواوير عمان المكتظةِ بالعدم...
هربتُ نحوَ فتاةٍ أعرفها منذ سنة وربما أكثر بقليل، هممنا بالهروب من مثالياتِ الفيسبوك المصطنعة، ومن خصوصيات الواتس اب المتناثرة.
اقتربتُ منها (بقبلةٍ عابرة)، وهربتُ قبل أن أبدأ!.... عدتُ لأتقوقعَ داخلي مجدداً، انا الذي تدفئني ( روان) من بعيد، فأنا المؤقتُ في جَسَدٍ هزيلْ، ما زالتْ نائمةً في ذاكرتي، وما زالتْ ذاكرتي ملوّثةً بالمنافي ومدنٍ لا تعترفُ بي، فأنا الهلاميُّ المُعتقلُ في جسدي، كان من المفروض أن أكونَ حجراً...
(أعتقدُ جازماً بأن البعض سينتقدني بعدما يقرأ هذه الكلمات، لذلك لا بد أن أكتب أن لا تنتقدوا كثيراً ها هنا فما منا أحدٌ نبي فقد انتهى عصرُ الأنبياء)
*الحُب هو حالةٌ وجوديةٌ تشعرُ فيها أنكَ إنسان، ولربما أكثرْ.
نعم!... مِنْ أيّةِ زاويةٍ نحنُ نَرى العالم هو ما يُفسّرُ كلّ شيءٍ حولَنا، ويحدّد ردود أفعالِنا، فَكلٌّ لهُ عالمُهُ الخاصْ بهِ، ومدى جماليّةِ العالمِ الأكبرِ الذي نعيشُ فيهِ هو مَدى تقاطعِ عَوالِمنا الخاصّةِ بِنا.
* حَسبَ قوانينِ الفيزياءِ النظريّةِ الحاليةِ لا يَرجعُ الزمنُ الى الوراءِ إلاّ في ثَقبٍ أسْودٍ يُسمّى الخيالُ العربي الواسعْ،وأحياناً تشعرِ بأنكَ مذنبٌ فقط لأنكَ موجودٌ في هذا العالم المتناقض المتأخر المتناحر.
( روان) تَنامُ فوقَ الغيمِ، وأنا أحْرُسهُ مِن العَواصفِ القادمةِ على الطريقْ....
هَلْ سَمِعْتِ نَشْرَةَ الأخْبارِ يا سَيِّدَتي
وهَلْ تَعْلَمينَ كَمْ وَرْدةً ذَبُلَتْ على مائِدَةِ العشاءْ
أمْ أنّكِ ما زلتِ تُعَرّفينَ الريحَ في مَوْسوعَةِ العُطورِ
وتُعرّفينَ جَمالِيَّةَ الكَوْنِ في مِرآةٍ أُحادِيَّةِ الأبْعادْ !
أعلم بأنني تحتَ تأثير زجاجة ( مغمورةٍ بالعسل) وعلى ما يبدو أنني أعاني من الهذيان الشديد، ولكن رفيقتي في البحر الميت الآن تحاول جاهدةً أن تقنعني بأن أرتدي سترةً أخذتها مرغماً لأن الجو بات بارداً جداً في هذه اللحظات، ولكنني متأكد بأنه حزنٌ من السماء على فعلتي هذه، فهو خريف بلا محالة وما هذه القطرات التي تلامس كتفها الآن إلا دموع غيمةٍ كانت تضلنا ذات حب، وأظنُ بأن عبد المجيد عبدالله لم يغنِ ( لو يوم أحد) عبثاً فهي تخبركِ عني وتُخبرني عني أيضاً، فأنا الهائمُ على قلبه دائماً.
*على الهامش بعد شد وجذب أخرجني مما انا فيه سألتها
أَمِنَ المَفروضِ أنْ أتَحالفَ معَ قبيلةٍ ضدَّ قَبيلةْ ؟!
أنا لا أستطيعُ ذلكَ سَيّدتي...
لأنّ الإنسانَ هو قبيلتي ولا أعترفُ بِما تَبقّى مِنْ قَبائلْ !
.............................
ما زلتُ أقرأُ في وجهكِ
طُقوسَ ثَورةِ الخبزِ التي لمْ تَكنْ
وانبِعاثَ الضَوءِ على أعوادِ المَشانقِ حينَ يَنتحرُ الجَلّادْ
سَيّدتي!
هذا دِيوجينُ الإغريقيُّ
وهذا أنا الذيبانِي
نَنتظرُ
الريحَ
وبحراً نُفصّلهُ حسبَ مزاجكِ الفَوضويّْ
( و نبتسم).

نيسان ـ نشر في 2020-08-11 الساعة 11:17


رأي: رأفت القبيلات كاتب أردني

الكلمات الأكثر بحثاً