اتصل بنا
 

والد 'عروس ماركا'يدشّن موجة ثالثة من كورونا رسمياً

للتواصل مع الكاتب:

نيسان ـ نشر في 2020-08-26 الساعة 12:48

والد عروس ماركايدشن موجة ثالثة من
نيسان ـ
إبراهيم قبيلات...لم يكن ينقص الأردنيين عقب كارثة المعابر الحدودية، وما تسببت به من خلق موجة ثانية من فايروس كورونا، إلا أن يشاركوا في عرس جديد.
كأن المجتمع يصر على مناعة القطيع رغم أنف الإجراءات والقوانين وكل ما تقوم به الحكومة.
الوقوف في منطقة وسط هو الخطر الحقيقي، لا نريد الوسط، نحن نريد تطبيقاً جاداً لإجراءات السلامة، ولا نريد اتباع سياسة مناعة القطيع.
عرس ننقط به العروس والعريس؛ فيرد والد العروس الطيبة بأحسن منها، ويكرمنا بتدشين رسمي لموجة ثالثة من الفايروس بكل برودة أعصاب.
نحن لا نعيد تجربة عرس إربد بكل أخطائه وعثراته وإصاباته.. لا.. نحن نصر على اختلاق الأزمات من دون أسباب، بحجة الفرح، باختصار نحن أمة من "مداقرة".
من اليوم حتى السبت المقبل "سيفرح" العشرات من الناس بحفلات جماعية، فتبكي عيون المئات حسرة، ثم نجد من يدافع عنهم بيننا، سنجد من يصرخ فينا قائلاً : "الولد" بده يفرح، وهو كل بده يتزوج، ثم يتنازل قليلا ويدعونا للمشاركة بالفرح فالعريس سيأخذ عروسته وحيدا، والحفلة ستكون وفق المواصفات الفايروسية. المهم أن لا يتأجل العرس..
هذا يعني أن الخيارات المتاحة أمامنا محدودة؛ إما ان تكون "نصّة" العريس والعروس على حساب الشعب بأكامله أو على حساب الناس بأسرها، فلا خيار ثالثا أمامنا.
ها قد عدنا إلى كأس أربد وعرسه ومن العبث السؤال: ما الحل؟ لا حل.
تقول الأخبار إن والد عروس في ماركا الجنوبية تسبب في نقل العدوى إلى 33 محتفلاً، شاركوا الأب حفل زفاف ابنته، فحدثت الكارثة، وبحسب الإحصاءات فإن عرس ماركا قد يشاركنا بمئات المصابين.
القصة لم تقف عند رقم 33 إصابة، ففي المنطقة اليوم حجر لمنازل وعمارات، ولا تزال فرق التقصي تعمل ليل نهار لمحاصرة الفايروس، وفي المنطقة أيضاً عمارات وقلوب مسكونة بالقلق، كل هذا ليس مهماً، المهم أن نشارك في توديع العروس.
في البدء، أخطأت الحكومة وتركت معابرها الحدودية مشرعة أمام القادمين من بلدان موبوءة، فوقع المحظور، ثم جاء دور الناس في توسيع دائرة الإصابات، وكل ما فعلوه انهم شاركوا في عرس.
نحن نصر على أن لا نتعلم من أخطائنا، وكيف نتعلم ونحن نرى الحكومة تخطئ ثم لا تحاسب نفسها، بل تبحث دائما عن كبش فداء من صغار موظفيها، الحكومة سخية في تسامحها ليس مع وزرائها وحسب، بل أيضا مع من يخطئ من المجتمع.
لو كانت العقوبات رادعة لكل من يخالف أوامر الدفاع وخاصة في التجمعات لما رأينا أحداً يشارك في عرس أو مأتم، لكن "الكوابح" عطّلت أوامر الدفاع، فتمادى المخطئ في خطئه.
إن استهتارنا هذا سيقودنا إلى خيار واحد وحيد، خيار القطيع لا سواه في التعافي من فايروس كورونا، بعد أن اقترب عدد الإصابات اليومية من حاجز المئة إصابة.

نيسان ـ نشر في 2020-08-26 الساعة 12:48


رأي: ابراهيم قبيلات

للتواصل مع الكاتب:

الكلمات الأكثر بحثاً