اتصل بنا
 

وطني أيها المحزون...

نيسان ـ نشر في 2020-09-16 الساعة 10:21

نيسان ـ غمامة سوداء، بل غيمة دهماء قاتمة حجبت شعاع الشمس في صباح يوم من ايامك يا وطني، إن تنجلي شمسنا فلمّاتغادر سماءنا ...فذي أثار عتمتها تغرق المكان...ورغمها ترى تراكمات الفرح المحيط وحزنا مشوبا بأمل تعلق بأهداب ثوب طرزته يد مثقلة بالهموم متعبة من جور السنين.
هناك في خضم أحداث الحياة يفجعنا ضجيج الواقع فنلتف حول الحدث كأنه مصاب كل واحدٍ منا أو كأنا لم نصب قبله ولن نصب بعده، نتسابق في اصلاح المستطاع بغية تخفيف الأثار ولو بشطر كلمة ويشغلنا الحدث حتى ننسى من ركب موجته يبحث عن زاوية يرفع فيها لواء شخصنته يشير انا هنا ...أهذا وقتك يا هذا ...ما هكذا تورد الإبل ...
الى متى يا وطني نلملم شتاتنا ونرفأ ثوب عزك بمخيط من عظام صدورنا وخيط من عروق دمائنا ...الى متى الجرح لا يلتئم؛ لأن فيك من يطرب لآهات مرضانا وأنات ثكلانا، يعجبه أن همنا رغيف خبزنا، فيعزف على تنور قريتنا؛ لنشعر ان خبزنا افضل والقمح ليس قمحنا ولا العجان منا، ومغموس بالذل إيدامنا.
فزيتنا مهدرج والزعتر لم يعد يشبع اطفالنا وطعمه بنكة المبخر..لا يأبه القادم من بعيد عن حوارينا عن حزن آبائنا وحسرة امهاتنا ...وانكسار أبنائك...في معمعة المجهول .
يا وطني كنت أدخر أبنائي لأجلك وألهمهم حبك في طعمنا المعجون بخوفنا عليك... لا يا وطني سأخبئ أبنائي منك وعنك صرت حزني المسكون وجسدي المطعون ..فلا تأكل أمل ايامنا ايها القادم من بعيد ...ارجع حيث أنت وحيث كنت .
يا وطني ألفظهم كالبحر في مده واطوي صحائفهم في جزرك ..هم العابثون بك المنتفعون من آلامك ...أبكيك منهم واعمل لهم ..انا المحزون يا وطني ... الى متى يا وطني.

نيسان ـ نشر في 2020-09-16 الساعة 10:21


رأي: طارق الهاشم

الكلمات الأكثر بحثاً