اتصل بنا
 

الكرملين... الوجه الآخر بعيداً عن السياسة

نيسان ـ نشر في 2020-09-16 الساعة 13:38

x
نيسان ـ عن روسيا بصدق -
على مرتفع بوروفيتسكي والضفة اليسرى من نهر موسكوفا، بقعة أرض جمعت ما بين فن العمارة والتاريخ والسياحة والسياسة.
قصرالكرملين الكبير، لا يغيب عن وسائل الإعلام مؤخراً عندما يتعلق الأمر بالاجتماعات التي عقدها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مع زعماء دول العالم، فضلا عن ارتباطه الوثيق بالأزمة السورية منذ عام 2011. لكن الكرملين لا يُعدّ مقر عمل الرئيس الروسي فقط، بل هو أيضا أحد أهم وأبرز المعالم السياحية في العاصمة الروسية موسكو.
الكرملين.. سياحة ترتوي من السياسة
تعني كلمة الكرملين؛ القلعة أو الحصن المنيع، لذا ليس مستغرباً أن الكرملين - الذي بُني في الماضي على أرض من غابات صنوبر كثيفة - محاط بجدار ضخم طوله نحو ميلين ونصف الميل، وارتفاعه نحو 25 متراً.
ويجمع حرمه مجموعة من القصور التاريخية التي كانت مقراً لإقامة القياصرة ومن ثم لقادة الاتحاد السوفيتي، ثم متاحفَ قبل أن تتحول إلى مقر للرئيس الروسي فيلاديمير بوتين منذ 7 أيار 2012.
ومن الأقوال المأثورة عن الكرملين: "لا شيء أعلى من موسكو إلا الكرملين، ولا شيء أعلى من الكرملين إلا السماء".
وأسس الأمير يوري دولغوروكي عام 1156 حصن موسكو، بينما تحول "كرملين موسكو" في عهد الأمير إيفان كاليتا من قلعة عادية إلى مقر للأمراء المعظمين والمطران. وقد بنيت الجدران والأبراج القائمة حاليا في الفترة ما بين عامي 1485 و 1516.
وفي الكرملين يمتزج فن العمارة الإيطالي مع الروسي، إذ إن القيصر الروسي إيفان الثالث، أمر في القرن الخامس عشر باستدعاء مهندسين معماريين من روسيا وإيطاليا لتجديد الكرملين، وتم بناؤه على أساس جمع بين تقاليد فن العمارة الروسية والهندسة المعمارية الإيطالية.
إذ يمكن رؤية برج سباسكايا الذي بني عام 1491 على يد المعماري الإيطالي بيترو أنتونيو سولاري، فيما تعد بوابته مدخل الكرملين الأساسي من ناحية الساحة الحمراء، وقد كانت من قبل تستخدم في المراسم الرسمية.
ويحوي القصر أيضا على مبنى البرلمان، الذي بُني في أواخر القرن الثامن عشر، وتنتمي عمارته للمدرسة الكلاسيكية الجديدة.
وفي أوائل القرن العشرين أغلق الشيوعيون أبواب الكرملين أمام عامة الناس وجعلوه المركز الرئيسي لحكوماتهم، وأعيد فتح أجزاء منه واستخدم متحفاً قومياً عام 1955، وبعد تفكك الاتحاد السوفييتي عام 1991، أصبح الكرملين مقراً للحكومة الروسية.
بعض من تاريخ روسيا المُعَتق
عند تتبع تاريخ الكرملين نفهم تماماً لماذا أصبح يضم مبنى الكرملين كاتدرائيات عديدة، وقصوراً، ومبان حكومية. حتى إنه يمكن القول أن الكرملين يختزل الكثير من تاريخ روسيا، إذ إن برج إيفان العظيم كان أحد الأبنية التي استهدف نابليون هدمها، لكن محاولاته باءت بالفشل، ما جعله رمزا للنجاة والتحدي بين الروسيين، وبالقرب منه يقع المدفع القيصري، والجرس القيصري. ويعد الجرس القيصري داخل الكرملين، معلما مهما جاذبا للسياح، والمرتبط ببرج جرس إيفان العظيم.
ويتدلى من برج جرس إيفان العظيم 21 جرسا، ويحتاج إلى نحو 24 عاملا لقرعها. وقد سُبِك الجرس في منجم أرضي في أوائل القرن الثامن عشر، وغُمر بالماء حين كان العمال يحاولون إطفاء حريق شبّ بجواره، الأمر الذي تسبب في تصدعه ما جعله عديم الفائدة؛ إذ إن الشظية التي انفصلت عن الجرس وحدها تزن أكثر من 11 طنا.
أما المدفع القيصري فقد صنع في آخر القرن السادس عشر، وهو قطعة زينة فخمة، غرضها إثارة الإعجاب، كما زين بزخارف ونقوش حولت تلك الآلة العسكرية إلى تحفة فنية.
(يتم نشر المادة بالتعاون مع اتحاد الصحافيين الشباب (عن روسيا بصدق) وهو مشروع للمركز الروسي للعلوم والثقافة في الأردن)

نيسان ـ نشر في 2020-09-16 الساعة 13:38

الكلمات الأكثر بحثاً