اتصل بنا
 

سليم رحل مبكرا..لن نشفى من أوجاعنا السرمدية يا صديقي

كاتب أردني

نيسان ـ نشر في 2020-09-23 الساعة 22:38

نيسان ـ رحل سليم مُبتسماً مدركاً بأن هذه الدنيا بكل زخارفها و ملذاتها و مكوناتها وطوائفها و كتلها و حشواتها الإنتخابية زائلة، رحل سليم ضاحكاً كما هو دائماً، يضحك بنهمٍ كعادته....
في ( ثلاجةِ الموتى) قبل قليل كان سليم مستلقياً على ظهره، يغطُ في نومٍ عميق، ويبتسم... كيف لا؟! وهو ينامُ الآن في حُضْنِ الله، يُداعِبُ شجرةَ ياسمين هناك في العالمِ الآخر ويحتسي قهوته كعادتهِ بلا سُكّر!... سليم ما زالَ يستطيعُ خلق ابتسامَةً جَميلةً كعادتهِ مِنَ العَدَمْ... بلى إنهُمْ الطيبون، الطيبون وحدهم من يغادِرون محطة قطارنا المهترئ باكراً هُم وحدَهُمْ من يخطونَ لنا أبجدياتِ الإنسانية ويحددون مساراتها ومساقاتها هِم المُحِبون المُخلِصون فَهُم سِرُ الحياةُ وديدَنُها.
ينقصنا الآن يا عزيزي صانِعٌ للأَمَلْ، أَقِفُ الآن أمامَهُ والصمت يعجُ في مستشفى البشير ولكنني أسمعُ دَوّي كلماته الأخيرة :
بعدَ كثيرٍ من الخيْباتِ
فَشِلنا
ولكنّنا لمْ نستسلمْ أبداً
فلنبدأ من جديد!
ابو راشد لا يَكتُبُ مُجلّداً لإيصالِ الفكرة، هو فقط يبتسم يُجبِرُك على الإنسحابِ من حزنكَ بكلِ هدوء، تغادِرُ كآبتكَ قائِلاً : نحنُ أهلُ عزةٍ ولنا في الساحاتِ صولات وجولات، لا يبخسُ بِنا.
أُحسُّ بالغصّةِ في هذا الليلِ
تَقتُلني الخطاباتُ الجوفاءْ
ولغةُ العويلِ والإستجداءْ
وانتظارُ الحريّةِ بأنْ تهبط من السماءْ
ومديح السلاطينِ
والغرقُ في شبرٍ من الماءْ
حزينٌ أنا
على الأسرى
حزينٌ أنا
على الموتى
حزينٌ انا
على سليم
فهل سأحتاجُ عُمراً آخرَ
كيْ أُعلّم الجيل الجديد درساً في الجغرافيا السياسيّةِ
بعيداً عن لغة التلوّث في الهواءْ
دُلّوني الآن على أقربِ حانةٍ
كي أنسى قليلاً
او كثيراً
دلّوني على ساعةِ رملٍ ترشدُ الضائعَ في دمهِ
وأينَ النهرُ
وأينَ الماءْ !
...............
سيبيتُ سليم ليلته هذه في ثلاجةٍ في مستشفى البشير، تاركاً راشد في الصفِ الأول يقاتِلُ وحدهُ منصاتِ و مصفوفاتِ حكومةْ النهضة.
رحم الله الصديق سليم عمر بن طريف ابو راشد وغفر له وتجاوز عن سيئاته، وأنا لله وانا اليه لراجعون، ولا حول ولا قوة الا بالله.

نيسان ـ نشر في 2020-09-23 الساعة 22:38


رأي: رأفت القبيلات كاتب أردني

الكلمات الأكثر بحثاً