اتصل بنا
 

ما الذي نريده من الرئيس الجديد ....

نيسان ـ نشر في 2020-10-10 الساعة 16:46

نيسان ـ ليس لنا إلا أن نتفاءل خيراً بتكليف د. بشر الخصاونه بتشكيل حكومة جديدة، ليس لأن اسمه مشتق من البشارة والبشرى ولا للشهادات العليا التي يحملها من جامعات مشهود لها بالرقي والتميز، ولا لإرثه العائلي والعشائري الطيب، وإنما توقاً للخروج من دوامة لا نهاية لها أو من قعر زجاجة يزداد بعداً وعمقاً وعلى قاعدة تفاءلوا بالخير تجدوه، نتفاءل اليوم تماماً كما تفاءلنا لا بل وهللنا قبل سنتين ونيف، عندما تولى سلفه د. عمر الزاز رئاسة الحكومة، وهو الذي تمتع بخصال ومزايا تشابه إلى حد كبير، خصال خَلَفه العتيد الذي سيتولي سدة المسؤولية ربما غداً أو بعد غدٍ أو في اليوم الذي يليه على أبعد تقدير .....
لا نأتي بجديد ولا نذيع سراً ونحن نؤكد بل نجزم أن قلائل فقط هم من يحسدون الرئيس الجديد على سدة الرئاسة في هذا الوقت العصيب وفي هذه الظروف الحرجة، على الرغم من بريق وجاذبية و"برستيج" المنصب وامتيازاته، فالمشاكل والتحديات التي تواجه الوطن تكاد تكون هي الأسوء والأشد منذ تأسيس الدولة قبل قرن من الزمان، جائحة صحية تزداد توحشاً وانتشاراً في طول البلاد وعرضها في غياب مقاربة مجدية لكبح جماحه ووقف انتشاره، واستعصاء اقتصادي غير مسبوق وظروف معيشية صعبة وقاسية لغالبية فئات المجتمع، وتحديات سياسية هائلة قد تمس وجود وهوية الكيان الأردني برمته.
نعلم دولة الرئيس أن ما نعاني منه من مشاكل وتحديات جسيمة لا حلول سريعة لها إلا بعصىً سحرية هي ليست لديك ولن تكون، وسوف نظلمك كثيراً إن انتظرنا منك نتائج ملموسة وتغيراً جوهرياً بعد مئة يوم أو حتى مئتين، فالأمراض مستعصية والإختلالات مزمنة والأدعية الطيبة والنوايا الحسنة لوحدها لن توفر حلولاً أو بلسماً شافياً، فلا بد من الكي في غير موضع من أجزاء جسدنا المعتل مع كثير من الصبر والتحمل والصمود، ولا بد من مشاركة حقيقية من مختاف فئات المجتمع في تحمل أعباء وكلف هذه المرحلة كل حسب قدرته وهذا لا يتأتى إلا بإستعادة الثقة المفقودة بين الحكومة ومؤسساتها المختلفة وبين جموع المواطنين، والتي بددها تاريخ طويل ومستمر من ممارسات يعوزها الرشاد وتغيب عنها العدالة وانعدام المثل والقدوة.
نعم الحمل ثقيل دولة الرئيس، ولكن الحلول ليست مستحيلة لمشاكل وصعاب بتنا نعرفها جميعاً، يحول بيننا وبين السير في درب التعافي والخلاص غياب الرؤية واختيار الكفاءات المناسبة واستعجال قطف النتائج قبل اوانها، مما يعيدنا الى المربع الأول كل مرة خائبين محملين بمزيد من مشاعر الفشل والإحباط.
لسنا في موضع المزاودة على وطنيتك وانتمائك دولة الرئيس، ولا في موقع العارفين ولا المنظرين على من يعلم تماماً كل شيء عن " بير هذا الوطن وغطاه " ، ولكننا قطعاً في معسكر المحبين لهذا الوطن ولشعبه الطيب وترابه الطهور، وبهذه الصفة ومن هذا الموقع فإننا ندعوا الله مخلصين لك بالتوفيق في أداء المهمة الصعبة التي أنيطت بك، والتي سوف نرى مخرجاتها الأولى بعد يوم أو يومين والمتمثلة بالتشكيلة الوزارية التي يترقبها الجميع ويأمل أن تكون مختلفة هذه المرة وترتقي إلى مستوى المرحلة وتحدياتها، لتكون الأداة التنفيذية لمرحلة جديدة قوامها رؤية واضحة وكفاءات وخبرات مناسبة ضمن ولاية عامة نأمل أن لا تكون زاهداً دولتك في استغلال المتاح منها بشكل كامل.
حمى الله هذا الوطن وأهله الطيبين من مكروه.

نيسان ـ نشر في 2020-10-10 الساعة 16:46


رأي: المهندس عادل بصبوص

الكلمات الأكثر بحثاً