اتصل بنا
 

جريمة الزرقاء.. مسمار أخير بتروا به أوصالنا وأمننا وأماننا

كاتب أردني

نيسان ـ نشر في 2020-10-14 الساعة 12:25

نيسان ـ مُنذُ الأمس كتبت وحذفت كثيراً، لم تسعفني اللغة العربية ومكنوناتها، فيديو الأمس استنزف كلماتنا ومشاعرنا وانسانيتنا.
هي المسمار الأخير الذي بتروا به أوصالنا وأمننا وأماننا، وفقأوا به قلوبنا المنهكة، قتلتنا الأصوات القادمة من الغرب، مزقتنا، أهلكتنا، أصبحنا لا نشبهنا.
قبل قليل تحدثتُ مع دكتور مختص ب(الإعاقات الجسمية والصحية) فقال:" يستطيعون تركيب أطراف صناعية لصالح، ولربما يجد تبرعاً بالعين، ولكن من سيمحي هذه الجريمة من ذاكرة أمه وذاكرته وذاكرة مجتمع بأسره؟.
لذلك أقول: معظم الجرائم تكون مدانة في لحظتها، ولكن المطلوب تشديد القوانين اما( صاحب ال 1٧٦ قيد) فهذا يطبق بحقه قانون الحرابة، هو مفسدٌ في الأرض لنلجأ للقانون الإلهي بقطع أيديه وأرجله ولنفقأ عينيه، تباً الهذا الحال !
حسناً خلف كل هذه الباعة إبحثوا عن المخدرات، إبحثوا عن السموم التي تخلق حالة مجتمعية لا تمت لنا بصلة...
رغيف الخبز يا الله، أرغفة الخبر في بلادنا ملطخة بالماء، كيف لأم صالح أن تتناول وجبة غداء، كيف لها أن ترى الخبز دون أن تتذكر الحادثة؟! رغيف الخبز الذي بتنا نقاتل لكي نراه.
بصراحة، انا شاهدت الفيديو فخربت روحي ونزفت حد الخوف على مجتمع لم يعد يأمن على روحه من القتلة.
أود أن أُطلق نداءً مخلوطاً بما شاهدناه، ممزوجاً بدم صالح، وحرقة قلوبنا جميعاً لكل الشيوخ، أن أرجوكم، لا تتدخلوا بأخذ عطوة، لا تتواسطوا في حل هذه الجريمة، أتوسل إليكم عودوا إلى بيوتكم، أو كونوا بصف إنسانيتنا ودموعنا وحرقتنا وتعبنا وألمنا، كونوا مع صالح، كونوا مع قيمنا التي فقدناها، كونوا مع عاداتنا بكل شئ، الثأر ما كان يوماً تنكيلاً بطفل جميل، وحرق قلب أمه بأن تبعث لها يديه بكيس الخبز الذي ذهب لشرائه.
( الجريمة) كاملة لا تحتاج القراءة والتحليل والتفسير والتبرير، اما نحن، نحن سننسى كما نسينا نيبال وأحلام، كما نسينا الكثير الكثير من جرائم لم توثقها عدسات التكنولوجيا التي باتت تقتلنا.
باتت مواقع القتل الإجتماعي، لا تواصل اجتماعيا، اما أصدقاء وأحباب المجرم حين يشاهدون هذا المقطع، سيشاهدونه بتلذذ ومتعة، سيقلدونه، ولربما سيحاولون إحداث صيحاتٍ جديدة لترويع أمننا وسلمنا المجتمعي المبتور.
إن ما يحدث يا أجهزتنا الأمنية يتعدى جريمة الزرقاء انه يطال كل بيت في هذا الوطن، صالح سيكون محط سخرية لأطفال حي ما لاحقاً، ولربما سيعاني وحيداً في زاوية غرفته، وأما أرباب السوابق سيعودون فرحين فخورين إلى مدرستهم الإجرامية، يتغنون في مهاجعهم بما فعلوه، سيمارسون سطوتهم على مساجين ضعفاء، يبيتون في السجن بسبب ( كمبيالة قسط تلفزيون) فيما يمرح أرباب السوابق في شوارعنا لإثارة الرعب.
إعدموهم، أو إقطعوا ايديهم وأعيدوا لنا أمننا المجتمعي، إضربوا بيد من حديد، وضيقوا الخناق على من روع شوارعنا، و أطفالنا، أرجوكم مرة أخرى أعيدوا لنا طمأنينيتنا في بيوتنا، و شوارعنا، وحاراتنا، ووطننا.

نيسان ـ نشر في 2020-10-14 الساعة 12:25


رأي: رأفت القبيلات كاتب أردني

الكلمات الأكثر بحثاً