اتصل بنا
 

هل عادت سفينة نوح للابحار مجدداً؟

صحافي وكاتب

نيسان ـ نشر في 2020-10-18 الساعة 11:25

نيسان ـ مضى يومان من الحظر ومنع التجول، الذي طبق على كل الاردن تنفيذا لخطط خلية الازمة في مركز ادارة الازمات والامل يراود الجميع بامكانية حصاره ووقف الانتشار الواسع في انحاء مختلفة من الوطن يصم الآذان.
والوفيات والاصابات والشفاء متابع ومسجل ويكشف عنه برغم قساوة الحالة المرضية التي لم يسلم منه احد والمرواحة بين الاخذ بالإجراءات الاسبوعية والحظر الشامل يضع المواطن الواعي والمستهتر بين جدوى ولاجدوى الامكانية الاردنية بالحل الجذري الشمولي.
وفي ظل القراءة الرسمية التي تشير الى صعود ارقام الوفيات بالامس ٢٠ وفاة وهو اليوم الثاني من منع التجول الشامل ليرتفع الرقم الاجمالي ل ٣٣٠ بنسة عامة وصلت ١٢٪ وبعض من تراجع الاصابات ليس محمودا ولا يغني ولا يسمن الاستراتجية الاردنية الصحية على المدى المنظور والمستقبلي والمرض الوبائي من طول الاقامة والعمر المديد.
الايام التي تسبق فرض الحظر الشامل ولمدة ٤٨ ساعة يظهر المشهد الاردني بمشهد غريب عجيب.
فالساعات التي تسبق بداية الحظر الشامل، وقبل نهاية دوام اخر الاسبوع، من العمل الاعتيادي، تفرغ المكاتب الرسمية، من موظيفها، وهي بالاصل، منذ اذار الماضي لا تقدم ولا تنتج الحد الادني المطلوب، وكأن حالة طوارئ ذاتي وكسل واستهتار وعدم تقدير قيمة الوقت للدولة في هذه المرحلة الحرجة..
نلمس ونرى بام العين، ان الشوارع والمحلات قاطبة، حتى الصيدليات والبنوك وامكنة بيع المواد الاساسية للحياة ومنها المخابز تعج بالمواطنين، كتف ملاصق لكتف، وتزاحم وصراخ وتجاوز ومشاحرات احيانا.
وكأن المشهد يحضر له مسبقا، وكأن المواطن استمع لنشرة جوية لشتاء مبكر، او اننا نستعد ليوم الحساب الارضي، او يجول بخاطرنا اننا ممن اختارهم رب السماوت لنكون من ركاب سفينة نوح التي تشير مدلولاتها الروحية، ان السماء اختارت نفرا.. انسان ذكرا وأنثى وحيوانا، نباتا.. الخ، ليستمر النوع البشري من الانقراض ونوقف التوغل في الاثم البشري مقابل الايمان الواسع بالخير" والوحدانية" .
المشاهد مفجعة، رب اسرة يشتري ٨ ربطات خبز واسرته مكونة من اربعة افراد.. كم يستهلك الفرد الواحد من الخبز يوميا وعلى الوجبة الواحدة والختامية ليومين فتشوا في حاويات القمامة العامة فسترون ارطالا من الخبز نهايتها لا أخلاقية ولا روحية ولا معاشية مقبولة وغير مرض عنها ونطبطب ونحلل ونبرر وهكذا دواليك تطال كل شان معيشي يومي فيه بعض الاضطرارية واظنه حرص مبالغ به الى حد فلكي.
في الاسرة، لبنة اجراءات الوقاية، حدث ولا حرج، ولا تباعد جسدي بل حرص على الاختلاط الجسدي والتنبلة وقضاء ٤٨ ساعة من النفخ والطبخ وانفتاح الشهوة البطنية على وسعها.
والخاتمة مزيد من التنظير الكلامي، والاجترار وفي الواقع اليومي، وعصا العقوبات تلوح و تبشر اما بالسجن او الغرامة للمخالفين فاذا بك ترى بام العين، اثنين من عشرين مواطنا يرتدون الكمامة والقفاز، واذا بالشوارع والاحياء في ساعات منع التجول عامرة بلعب الاطفال، والليالي الملاح على البلكونات والفرندات واذا بمقرات المترشحين تعج بالمناصرين زيادة عن الرقم المحدد.
حاصله، ان الاردنيين يبحثون وجلدهم بحكهم، كي يصيبهم الوباء باوسع انتشار، وكأنهم يشدون الرحال، نحو فاجعة، كارثة.. بتدخل رباني يختار منهم الخيرين المؤمنين والخالين من الاثم الاكبر، كي تعاد القصة الكبرى... سفينة نوح الانقاذية.
الكورونا، لا يتصدي له الاستهتار، ولا الحظر الشامل، ولا التطعيم ولا الفحص المبكر بل وعي ووعي متواتر على الاقل باستمرار الحياة واستمرار النوع البشري، واستمرار وديمومة الاردن كدولة فاعلة، في المجتمع الانساني في الحرب، حرب الكورونا والسلام من الكورونا.
*رئيس التحرير المسؤول.

نيسان ـ نشر في 2020-10-18 الساعة 11:25


رأي: هشام عزيزات صحافي وكاتب

الكلمات الأكثر بحثاً