اتصل بنا
 

ثالثة عمان تطلق السياسة ثلاثا وتتفرغ للشعوذة

كاتب أردني

نيسان ـ نشر في 2020-10-27 الساعة 20:24

نيسان ـ لم تعد دائرة عمان الثالثة محط أنظارنا، الدائرة أضاعت هويتها بعد أن تزاحمت عليها القوى الاقتصادية والسياحية والدينية عقب أن ظلت مؤشرا من قلق لصانع القرار السياسي في عمان.
المنطقة المعروفة بنسيجها الديموغرافي المختلط، وعمقها السياسي تتخلى بهدوء عن قلعتها السياسية؛ لتدخل الصراع على أوسع أبوابه الضيقة، مثلها مثل أي قرية أردنية منسية.
ما يحدث اليوم هو مزيد من الصراعات لتحقيق الوجاهة الاجتماعية لا أكثر.
الحديث عن هوية سياسية وصراع بين الأحزاب و أصحاب وصاحبات فكر وثقافة وموقف هو ضرب من الخيال.
الحراك السياسي الآن ( باهت) فدائرة ( الحيتان) او ( دائرة البرجوازبة الإجتماعية) سابقاً، الآن وفي ظل ( تنزيلات) على الشعارات وصلت حد المقت التام.
هي دائرة حيتان المال وركوب الموجة، و الإستفادة منها كيفما اتفق.
الدائرة التي جربت المعارك السياسية الطاحنة هي اليوم بمواجهة استغلال حاجة الناس الإقتصادية.
تخيلوا ان تجرى الانتخابات في ثالثة عمان بلا مناظرات ولا حوارات سياسية عميقة تدغدغ مشاعر العامة وتستميل قلوبهم.
هي الي متفرغة تماما لممارسة الشعوذة السياسية بعد ان اختفى حيتانها في مياه غير الثالثة.
الصفحات الممولة تحل محل صواوين السياسيبن وخطبهم، يسندها ( الفوتوشوب) بتزبيط مرشحين وتلميعهم أكثر مما نحتمل نحن وأعمدة الكهرباء وواجهات المحال التجارية وفي بطون دواوير عمان الصماء.
بالنسبة للخصوم من كل الالوان فإن القياس على نتائج الأمس يعني قفزة في الهواء.
الجميع ينتظر ما ستسفر عنه الايام القادمة ليس أمام ( القائمة التقدمية) والتي تمثل اليساريين والقوميين، بل أمام جميع القوائم المتنافسة، في وقت لم يعد من المجدي توظيف الصراع على المقعد المسيحي بعد أن طارت الطيور بأرزاقها.

في العودة لحملة (التنزيلات) على الشعارات نجد شعاراً نقف عنده مطولاً فكيف لإشتراكي الأمس أن ينادي برأسمالية نتنه كان ينتقدها ويمتطي ظهرها في خطاباتٍ جهوية وحماسية ( للرفاق)، لا بأس فالخروج عن مبدأ المركزية الحزبية هي سبيل البعض لتعزيز مصالحهم الشخصية.
احد الشعارات يحمل بين طياته ( حق التعويض)، حسناً! تحولت القضية الفلسطينية من قضية مركزية ومحورية ورئيسية نحو مركب يصعد به ( مرشح) نحو الرأسمالية التي أهلكنا بشعاراته ضدها كثيراً، بات كلامه السابق ( فستق فاضي)، ولا زال يروي أحلام يقظته عن انه سيكون فارس الميدان في المجلس القادم، وعن رؤيته للأردن الحديث في ظل عدالة إجتماعية وحرية ومساواة وضمان صحي وإجتماعي شامل، بلا فقر ولا بطالة ودون إعتقالات.... و أنه هو ( جريندايزر) الذي سيحارب الفساد والمحسوبية والنهب، بل وما يزيد عن ذلك كله بأن الإستثمارات ستهبط من كل حدب وصوب، وأن أنهاراً من (المال، مال القطاع الخاص) ستنعش الإقتصاد الذي تقتله الكورونا يومياً.

نيسان ـ نشر في 2020-10-27 الساعة 20:24


رأي: رأفت القبيلات كاتب أردني

الكلمات الأكثر بحثاً