اتصل بنا
 

إيران والعرب بين النووي والإنجاز المنوي

رئيس وحدة الدراسات الإيرانية في مركز أمية للبحوث والدراسات الاستراتيجية

نيسان ـ نشر في 2015-08-19

نيسان ـ


لم تكن إيران يوما ما دولة تعيش بمعزل عن الاحتكاك مع الآخرين من جيرانها العرب ,طالما كانت وما تزال معنية بالانخراط بمشاكل العالم العربي وهي لم تقف يوماً موقف المتفرج ، بل دخلت في صراع معهم ، إما من خلال تدخلها المباشر ، أو عبر دعمها لوكلائها من الطائفيين و العنصريين .

ومع ذلك تتساءل إيران دوماً لماذا يتخذ العرب منها موقفاً سلبياً ، وخصوصاً دول الخليج العربي ، حيث يستغرب ملالي طهران ، من وصف توسع إيران في مجالها الحيوي بالهيمنة الإيرانية وكذا الحديث عن التهديدات الإيراني و عن الخطر الإيراني وبالرغم من مناصرتها للقضايا العربية لاقيمة لها بالقياس إلى أطماعها …وقد أصبح الجواب واضح وتبلور ليصبح حقيقة مجردة ، خصوصاً بعد الاعتداء الإيراني والتدخل في كثير من قضايا المنطقة ، كل ذلك قصد تحقيق عدة أهداف :

أولها : ثبت باليقين أن طهران ُتنفذ أجندة صهيوأميركية عبر تحييد الخطر الإسرائيلي، وصرف النظر عنه بإشغال العرب بفتن داخلية عربية ، وإشغالهم عن القضية الأم (القضية الفلسطينية) , عبر إفساح كامل المجال للعدو الصهيوني لتهويد كامل فلسطين المحتلة .

ثانيها : كان لابد من اختلاق صراعات جديدة في شكلها قديمة في خبثها لإشغال الشعوب والنخب عن مواجهة الأخطار الحقيقة والتحديات المصيرية التي تواجههم , والإبقاء على الهيمنة الأميركية على المنطقة العربية لنهب ثروات المنطقة ومقدراتها والتحكم بقراراتها ومصائرها . فكان الدعم الإيراني لنظام بشار الأسد ، ودعم الحوثيين في اليمن ، فضلا عن محاولات التخريب وتفجير قنبلة الأقليات الشيعية في البلدان العربية، وتوجيه الدعم اللامحدود لحسن نصراللات وفرقة الكومندوز الممثلة بمليشيات حزب اللات للاستمرار في القيام بمهماته القذرة على طول الإقليم ، ناهيكم عن محاولات التخريب ، وكان آخرها القبض على خلية لحزب اللات كانت تنوي تنفيذ مخططها التخريبي في الكويت ، في الوقت الذي نرى طهران تستعد بشكل محموم لصرف المزيد من ملايين الدولارات لتوسيع رقعة مجالها الحيوي ،بعد رفع العقوبات عنها ، نتيجة الاتفاق النووي مع الغرب ؛ تحت بند دعم محور الممانعة .

ثالثها: تفرغ إيران لذاتها، وبناء قدراتها وبشكل غير محدود.

بالمقابل يكون التساؤل لماذا العرب عاجزون عن التخطيط والتفكير وبناء الذات؟ و لماذا لم يفكروا يوماً بأن يكون لهم مشروعهم لمواجهة إيران وطموحاتها السياسية، النووية، بل و لماذا لا يحذون حذو إيران.

لفتني ما نشره تقرير طوموسن رويترز، بمعلومات حول إيران، أورد بعضاً منها:

* صعدت إيران الى المركز 17 عالمياً بانتاج العلوم منذ مطلع عام 2013 بانتاجها 2925 مقالا علمياً متخصصاً.

تحتل ايران المركز الثاني عشر عالمياً في معدل النمو في الانتاج العلمي المنشور، ويتضاعف الانتاج كل 3 سنوات.
• من عام 96 حتى 2008 زادت ايران من انتاجها العلمي 18 ضعفاً.
• المقالات العلمية المتخصصة كانت تنحصر قبل الثورة نحو 400 مقال، الان تخطت 20 الفا.
• عدد الطلاب كان قبل الثورة يقتصر على 167 الفا، الآن يقارب الاربعة ملايين.
• نسبة المتعلمين ارتفعت من 50 بالمئة قبل الثورة، الى 86 بعدها. وصلت الى محو شبه كامل للأمية. 60 بالمئة من المقبولين في الجامعات هن من الاناث.
• انفقت ايران 6.3 مليار دولار عام 2011 على البحث العلمي….
• عام 2012 اصدرت ايران اكثر من 38 الف عنوان كتاب…. وتطبع اكثر من ٢٥٠ مليون نسخة كتاب…. تحتل المركز الأول باصدارات الكتب في الشرق الأوسط والعاشر عالميا.
• تحتل المرتبة 12 بانتاج السيارات في العالم، والاولى في الشرق الاوسط. اكثر من مليون سيارة في العام.
• اطلقت ثلاثة اقمار صناعية الى الفضاء بتصنيع محلي.
أبرز طلاب فرع الهندسة الالكترونية لنيل شهادة الدكتوراه من جامعة ستانفورد جاءوا جميعاً من جامعة شريف للعلوم والتكنولوجيا الايرانية.
• كانت ايران تستورد القمح من دول نائية.. والآن حققت الاكتفاء الذاتي وهي محاصرة.هذا عدا عن انجازات إيران في مجال التصنيع العسكري بأشكاله المختلفة . كل هذا حصل وايران مطوقة ومحاصرة، فكيف حين تستعيد الآن الـ 150 مليار دولار من ودائعها المجمدة؟ وكيف اذا اضفنا الى ما تقدَّم الصواريخ والأسلحة والأقمار الصناعية والاختراعات العلمية وغيرها على أيدي جيل من العلماء لم تتخط اعمارهم الثلاثين عاماً .
و الحل لا يكون إلا من خلال صحوة عربية شاملة ، ونهضة حديثة تُعيد للأمة العربية دورها الرائد في المجالات العلمية كافة بعد توقف دام مئات السنين، وتمكنهم من أن يستثمروا طاقاتهم ورأسمالهم البشري ، وأن لا ينتظروا النجدة من غيرهم .

نيسان ـ نشر في 2015-08-19

الكلمات الأكثر بحثاً