اتصل بنا
 

الإسلام السياسي ....جريمة أم غنيمة؟

نيسان ـ نشر في 2015-05-06

نيسان ـ

في العرف السائد عند أهل الساسة أن هذه الصنعة ليس لها حدود او مبادئ او أية قوانين أخلاقية ترتكز عليها، فالسياسة كلمة فضفاضة ومريدوها ومستخدموها لم يقيدوها او يؤطروها في نهج واتجاه معين.
كثر الحديث في السنوات القليلة الماضية عن مصطلح الإسلام السياسي، وتبنى هذا المصطلح الجماعات الإسلامية وعلى رأسها جماعة الإخوان، وتعول هذه الجماعات على مكونها الفكري باعتباره مستنداً إلى تعاليم الإسلام السمحة فتتعاطى مع الأحداث عل أنها تحمل الصفة الشرعية.
وبناء عليه يتم التعاطي مع الاحداث بوجهتي نظر، الأولى؛ تصبغ جزافا بالنظرة الاسلامية من خلال قيام هذه الجماعات والاحزاب بدورها السياسي الإسلامي. أما الثانية فهي ما يقوم به الباقي من غير العودة لأسلمة الأمور.
مصطلح الإسلام السياسي لم يأت لقيام هذه الجماعات والاحزاب التعاطي مع الاحداث بناء على مرجعية اسلامية او قياس الاحداث من ناحية اسلامية، كالعودة لكتاب الله وتحريم ما حرم وتحليل الأمور وفق منهج شرعي، بل جاءت لمجرد أن هذه الاحزاب تحمل اسما ينتهي بمفردة "الإسلامي"؛ فأوجدت ذريعة لمن يريدون تشويه الدين عبر صيغة سياسة.
قيام تلك الاحزاب والجماعات، والتي اقيمت على اساس الدعوة لله وتوعية الناس دينيا بممارسات سياسية؛اوجد خللاً في مكونها الاساسي ومبدئها ونهجها الذي يقوم على الرجوع الى كتاب الله في كل مفاصل الحياة. بل وذهبت للمناداة بأن يكون القرآن هو دستور الامة .
تقمصت الاحزاب وتبنت هذا المصطلح لتكون على الواجهة وخاصة بعد وصول حماس ووصول الاخوان الى سدة الحكم. واستفاد من يريد تشويه الاسلام بتوظيف المصطلح . يأتي ذلك والدولة الاسلامية مفككة، وليس لها اي دور يذكر في موازين القوى، فأي أملاءات تأتي سنستجيب لها، والعلاقة متوفرة في حال ظهور الخلل على السطح.
يقول التاريخ إنه لم يحرص الغرب او الدول العظمى على صبغ سياستها بصبغة دينية، رغم قوتها وسيطرتها على العالم.
قيام هذه الاحزاب والجماعات بالترويج لنفسها والتذرع بالاسلام امر غير مقبول، ولا بد من توافر بنية ثقافية رافضة للمصطلح، فالسياسة يجب أن تفصل عن الدين، وعلى الرسميين إبقاؤها في إطارها التوعوي والدعوي.

نيسان ـ نشر في 2015-05-06

الكلمات الأكثر بحثاً