اتصل بنا
 

اطلبوا التوجيهي ولو في الخرطوم

نيسان ـ نشر في 2016-03-20 الساعة 12:17

x
نيسان ـ

إبراهيم قبيلات

تقول الاخبار إن السلطات السودانية أوقفت 6 طلبة أردنيين -على الأقل- بعد تورطهم بتسريب امتحان الثانوية العامة (التوجيهي) في السودان، فيما فتحت التحقيق مع 80 آخرين، من أصل 300 طالب أردني يتقدمون سنويا لامتحانات التوجيهي بالخرطوم.

في الواقع، كنا نعرف أن الأردنيين استدلوا على الخرطوم للحصول على شهادات عليا (ماجستير ودكتوراة)، أما التوجيهي، فهذه قصة جديدة، وستفتح شهية طلبة آخرين على استنساخ التجربة، مع تطويع المهارات الأردنية للحصول على علامات عالية؛ تمكن أصاحبها من مفاجأة محيطهم قبل انتزاع فرصة العمل وباقل كلفة.

وأنت تستحضر مراحل التطور الحاصل في بنيوية الغش في التوجيهي تتوقف قليلاً عند مشهد طلبة "يتشعبطون" على جدران مدرسة في قرية نائية؛ لتنقيل أصدقائهم وأقاربهم إجابات، قد تكون مغلوطة، ثم أدخل الطلبة "الهاتف" إلى سلة التوجيهي، قبل أن يضيفوا تقنيات متطورة وصلت حد زراعة جهاز تنصت في الأذن؛ تمكن صاحبها من التقاط الإجابة عن بعد. اليوم، لا داعي لكل ذلك، المطلوب فقط زيارة سريعة للخرطوم لتعود "مؤهلاً لوظيفة محترمة".

الطريف في حادثة الطلاب الأردنيين الستة في السودان، أن أحدهم كان مفرطاً بكرمه، وخرق قواعد النظام المبرمة بين الحلفاء، والتي تنص على حصر الفائدة بدائرة الأعضاء الملتزمين بالكلف والارتدادات، فقرر الشاب منح الأجوبة لآخرين يشاركونه "الحلم" ذاته.

انكشاف أمر تسريب الأسئلة من دون موافقة الأعضاء لم ينته عند حد العتب و(النقار) وشيء من (الشلاليت)، بل تجاوز ذلك إلى انخراط المجموعة في الاعتداء عليه، والوصول إلى المراكز الأمنية، وهو دأب العرف الأردني في التعامل مع الإشكاليات اللحظية، حيث يفعل الغضب بنا فعلته.

"غضب" سرعان ما يتملكنا في المشهد المحلي، ونكون مستعدين معه للذهاب بعيداً إذا ما التهى سائق ما على إشارة ضوئية لثوانٍ قبل أن تنبهه زوامير المركبات الغاضبة لـ(خضرة الإشارة)، في استجابة لأدوات تنظيم السير الحديثة، في مقابل صفح عشرات العائلات عن أشخاص تسببوا بقتل أحد أبنائها نتيجة أخطاء فادحة أثناء القيادة على (فنجان قهوة).

لا تحاول فكفكفة الرموز، فأنت أمام مشهد تختلط أوراقه وتتواطئ به قوى اجتماعية ورسمية لصالح بقاء "متنفس" خارجي لمتعثري الثانوية العامة، في مقابل تشديد وتضييق على سير العملية بنسختها الوطنية.

من غير المقبول أن يبقى العقل الرسمي الأردني أسيراً لمعادلات صيغت في أزمان بائدة، ولا تخدم واقعنا الأكاديمي، وعليه استبدالها برؤية جديدة، تضمن للمجتهدين من أبنائنا حقهم في التدريس والتعيين، وبما يعزز هويتهم الأردنية ويبقها مظلة دافئة.

نيسان ـ نشر في 2016-03-20 الساعة 12:17

الكلمات الأكثر بحثاً