اتصل بنا
 

العرب بين أطماع إيران وأحلام اردوغان

نيسان ـ نشر في 2015-05-17 الساعة 12:03

نيسان ـ

شهدت الساحة العربية الكثير من التجاذبات السياسية والصراعات المختلفة على أراضيها؛ لما تتميز به الاراضي العربية من جغرافيا خصبة، من حيث الموقع وطبيعة المناخ والمعادن النفيسة التي يمتلكها العرب داخل أراضيهم، وأهمها النفط.

على الصعيد السياسي والعسكري، تعرض العرب الى نكسات كثيرة ولم يسجل التاريخ ان هناك حليفا استراتيجيا للعرب أوفى بكامل التزاماته، وفي ذاكرتنا الكثير، نسوق منها ما حدث في آوخر الحكم العثماني وبعد وصول جمعية الاتحاد والترقي في مطلع القرن العشرين واسقاط السلطان عبد الحميد، اتخذ اتاتورك عدة قرارات، من أهمها التتريك الذي ساهم في تخلف العرب.
وعمل على أساس أن تركيا قومية والعرب قومية أخرى. سياسياً يعني ذلك مصادقته على كثير من القرارت، والتي كان أهمها تسهيل هجرة اليهود الى فلسطين. ثم تعرض العرب الى انتكاسة اخرى بعد لجوئهم الى الغرب وقيام الثورة العربية، حيث لم يلتزم الغرب باتفاقهم مع الشريف الحسين؛ فسقطت الدول العربية بعد استقلال صوري عن الدولة العثمانية عبر دويلات تحت الاستعمار والانتداب والوصاية الغربية.
بعد (سايكس بيكو) أصبح هناك دول وممالك للعرب؛ فظهرت قوة جديدة تحاول السيطرة على الموارد ذاتها، إذ لم تخف الدولة الفارسية أطماعها، ووظفت سياستها لذلك، فغلفت سياستها بمرجعية دينية شيعية، تعاطت مع دول الجوار على اساس المرجعية وخاصة بعد ثورة الخميني.
نازعت ايران العراق على إقليم الاهواز ودخلت حربا كلفتها الكثير؛ ما اضر باقتصادها. ليس ذلك كل شيء، فقد وضعت ايران يدها على جزر تتبع للدولة الامارتية بعد انسحاب الجيش البريطاني .وما زال الصراع قائما عليها حتى اللحظة.
تغذي ايران اتباع الطائفة الشيعية المتواجدين خارج اسوارها ليكون ولاؤهم لها، فتغللت جيدا بكثير من دول الخليج وظهر ذلك بعد سقوط نظام البعث في العراق، فصار تمدد ايران اسرع واسهل، وهي تسير بخطى متسارعة للوصول إلى حلمها في الهلال الشيعي. الحوثيون باليمن يدينون بالولاء الكامل لها، ويشكل حزب الله اللبناني ذراعا عسكريا مزروعا في خاصرة الشام، والعراق اصبح تابعا لايران بعد استلام رجالات الخميني الحكم.
اتباع المذهب الايراني في البحرين والكويت ينتظرون اشارات بدت واضحة في الاحداث الاخيرة ومدى الدور الذي تلعبه ايران في افتعال وتأجيج المواقف. ومع قرب امتلاكها سلاحا نوويا؛ ستكشف إيران عن أنيابها وأحقيتها في سيادة الخليج.
في هذه الاثناء لا يغفل احد ما وصلت اليه تركيا من مكانة اقتصادية متقدمة وتدخلها بشكل واخر بقضايا الشرق الاوسط.
سعت تركيا جاهدة لدخول الاتحاد الاوروبي لكن طلبها قوبل بالرفض من الدول الاعضاء فانصرفت الى ترتيب الاوضاع الاقتصادية وبدأت تتدخل بقضايا الشرق الاوسط لتجد لنفسها مكانا تتحرك فيه . بعد وصول حزب العدالة الى سدة الحكم وتبادل الادوار بين عبدا الله غل واردوغان في ادارة مفاصل الدولة التركية الحديثة ذات الطابع العلماني.
يستذكر اردوغان في مناسبات كثيرة تاريخ اجداده وخلافتهم العثمانية . فاوجدت له علمانية الدولة مساحة واسعة ليتصرف ويتدخل في كثير من القضايا على صعيد الشرق الاوسط وقضية العرب الرئيسية "فلسطين".
يبدو حلم الرجل قريبا، اليوم تركيا هي القوة الوحيدة المهيئة لوقف المد الايراني أمام العرب خاصة بعد موقف أمريكا "البراغماتي" في كامب ديفيد.

نيسان ـ نشر في 2015-05-17 الساعة 12:03

الكلمات الأكثر بحثاً