اتصل بنا
 

حوار في الممنوع

إعلامي أردني ومقدم برامج تلفزيونية

نيسان ـ نشر في 2015-06-01 الساعة 14:06

نيسان ـ

لم أكن اعلم يوما ان الحديث عن المثلية الجنسية سينتقل الى مائدة الطعام عند والدتي ...ابتدأ بسؤال من طفل صغير لم يتجاوز ربيعه الثامن بعد تلقيه دعوة على حسابه في العالم الازق فيسبوك للإعجاب بصفحة تحمل العلم الاردني ... لكن ليس العلم الاردني الذي عرفته منذ الصغر والذي رسمته في كل مكان حتى على جدار غرفتي البيضاء غير أبه بتقريع أمي لفعلتي تلك..

كسرت المحاذير لأمور كان الحديث عنها من المحرمات التي لا يقبلها الدين ولا العادات والتقاليد ..حاولت التهرب من الاجابة .. كيف لي ان اتحدث بشيء لطالما بقي أحاديث الابواب المغلقة عن أمور كنا نعتقد أنها رهينة المجتمعات الغربية فقط ..

لا نستطيع إنكار التحولات التي طرأت على مجتمعنا الأردني المسؤولية، وتحتّم علينا الاعتراف بهذا الخبث الذي أصابنا لمواجهته ... لن نختبئ خلف أصبعنا بعد اليوم.

إذاً هي المواجهة.. الأمر جدا خطير، فربط ذكرى الاستقلال في الاردن بمحاولة تحرير أهل الشذوذ يستوجب رد فعل وطني حاسم.

قبل أيام وتحت عنوان "الضغط على الهوية"، احتفلت منظمة داعمة للمثلية الجنسية في عمان، بـ"اليوم العالمي لمناهضة رهاب المثلية".

وبحضور السفيرة الأمريكية أليس ويلز، أقامت منظمة "LGBQTIA"، وهي منظمة تعنى بالدفاع عن حقوق المثليين، بالتعاون مع جمعية "عوْن" الأردنية، احتفالا من أجل مستقبل أفضل وأكثر أمانا بالنسبة لمجتمع المثليين في الأردن

ونقلت السفيرة في اللقاء، عن وزيرة الخارجية السابقة هيلاري كلينتون قولها: "حقوق الإنسان هي حقوق المثليين، وحقوق المثليين هي حقوق الإنسان.. منعطف تاريخي نحو الهاوية الأخلاقية. إذاً على المجتمع مراجعة منظومته الفكرية والسلوكية ولعل هذا ما الأصعب مما تطيقه الحكومات والمؤسسات.

لكن ذلك لا يعفيها عن القيام بواجبها فصمت ولاة الأمر عن الشذوذ الجنسي في ظل أجواء الإلحاد ,والانفتاح والعولمة ربما يوصلنا إلى أن يطالب البعض بتقنين الزواج من الحيوانات.

لا نطالب بمحاربة مرضى الشذوذ الجنسي ولا بإقصائهم ولا بفضحهم ولكن نطالب بأن يمنحوا حقهم في العلاج كغيرهم من المرضى.

حتى لحظة كتابة هذا المقال لم يثبت العلماء على ان الشذوذ الجنسي ظاهرة (طبيعية) أو جينية) لكن الإعلام الغربي ومن يناصره من مؤسسات المجتمع المحلي التي تتلقى الدعم الخارجي من منظمات ارتبطت باجندتها المشبوهة مقابل الحصول على التمويل والتربح باتت تسوق للأمر بكذب مفضوح

وها هم بعض من يتصدرون منابر الإعلام وكثير من مواقع التواصل الاجتماعي لا أرى لهم وصفا أدق من كونهم شهوات لها ألسنة تروج لمثل هذه الافكار الهدامة تحت مبرر حماية حقوق الانسان وكرامته حتى وإن كان هذا الانسان قد ارتضى لنفسه ان ينحدر الى مادون الآدمية.

شكرا لطفلنا الصغير الذي تجاوز عقدتنا في الحديث عن الممنوععلّها تكون الخطوة الأولى على طريق المواجهة .

نيسان ـ نشر في 2015-06-01 الساعة 14:06

الكلمات الأكثر بحثاً