اتصل بنا
 

الجامعة الأردنية.. قلعة الأردن وحاضنة أبنائه

قاص وأكاديمي

نيسان ـ نشر في 2015-06-15 الساعة 11:20

نيسان ـ

هي الأردنية ...قصة قباب ليست من الجمود بشيء ...هي قباب تستفيق باكراً على تمتمات ذاك الرخام الذي يلون مكتبتها وقد تلحف بقطرات ندى مرت على ورود الجوري ثم أرخت جدائلها عليه ........
وتكتمل تلك اللحظات بأنفاس طلبتها المتناثرين بين جنباتها، كلٌّ يعطرها بصباحه. كل بطريقته: هذا يسارع إلى مقاعدها، وذاك إلى مسطحها وثالث إلى قاعته إدراكاً لدرسه ورابع يداعب رصيفها بجلسة ملونة بشربة قهوة.
هي الأردنية التي لا تنتهي قصتها باصفرار أيلول عندما تتناثر أوراق أشجارها على أرصفتها لتشكل لوحة فسيفسائية نسجتها هبات الرياح مرة ويد عامل بحثاً عن روعة تقليم أخرى، وقد شاركته أحيانا لحظات جلوس طلبتها اتخذوا منها استراحة لهم بعد عناء امتحان أو ربما صعوبة درسٍ.
هي الأردنية وفي غروب الشمس الذي يمضي منكسراً راغبا البقاء في خدرها راسماً على نوافذها تحية الشامخين..رواية يعجز أبطالها عن الصمود أمام بهاء لوحتها.
هي الأردنية..تلك الرائعة التي لا تعترف بالوقت...تماماً كزيتونها دائم الخضرة على.. كامتداد تاريخها على رقعة الوطن وقد عطرها ندى الشهداء.
هي الأردنية..كلما دخلتها سمعت تغريدات عصافيرها مجلجلة: أهلا بك في أجمل الجامعات، أهلا بك فأنت في غرة الجامعات، تسمع نبضات ساعتها تفوح مع دقاتها تراحيب "النشمي" أن أهلا بك في رحاب منهل العلوم.
هي الأردنية وفي كل ركنٍ..وفي كل ممر..وفي كل قاعة..وفي كل مدرج روحانيات علماء سطّروا بعلمهم وخلقهم القويم هندسة روحانية لا تعرف ولا تعترف بإدواتٍ..سوى العلم وحبّ العطاء...شيدوا نقوشاً ملامحها ثابتة كما علو سروها وشموخ قبابها...في انسجام لا يليق إلا بها.
ولا تنتهي قصتها عند الكهف..إذ أنها لا تقتصر على فتية عمان ولا صبيّة الوطن، ولم تكنّ يوماً عن فتح أبوابها لتكون سيل علمٍ ومعيناً آمناً كلما طرق بابها راغبٌ أن يكون له منها نصيب علمٍ، ولا كانت متقوقعة على نفسها..وعلى حرمها..بل عانقت كل أركان الوطن..وسارت إلى رمال العقبة لتلوح بكل فخر وترفرف بكل كبرياء أن الوطن كله من أقصاه إلى أقصاه حرمها..وقاعة تدريسها.
هي الأردنية..بطلبتها وخلقهم الشفيف الرفيف الذين اتخذوا منها بيتاً رسموه بمبادرات تحكي قصة أن الأردن أغلى وإحلى، وراحوا يسرّحون أفكارهم في كل بقعة من أرض أردن الطُّهر ..فباتوا يؤمّون الشباب في كل محافل الابداع...والقيادة والتميز.
هي الأردنية مجد التاريخ..ومصنع الأجيال..وأمل القائد المفدى..التي أرادت فتجاوزت الطموح جموحاً حتى بات المجد يتباهى أن يشرق فخراً على أشجارها..وعلى وردها وعلى أدراجها..ومتاحفها.
هي الأردنية الجامعة..في كلّ يوم تصعد بمدرجة الفخار نحو السمو بعيداً وقد هدبت بالمعالي علومها.
هي الأردنية أم الجامعات عانقت الوطن أريجاً..وعاضدت تاريخ الأردن خلوداً فراحت حتى جدرانها تفوح منها "سلمت لنا أم الجامعات"..هي الأردنية زنبقة الجامعات وياسمينهن.

نيسان ـ نشر في 2015-06-15 الساعة 11:20

الكلمات الأكثر بحثاً