اتصل بنا
 

تلفزيون رمضان: جنس و(داعش) وتفاصيل تافهة

نيسان ـ نشر في 2015-06-25 الساعة 02:44

x
نيسان ـ

التلفزيون كذبة. ذلك الصندوق الأسود الصغير اعتاد أن يبيعنا الأوهام. نحن نتعلّق به أساساً للهروب إلى حياة مشتهاة ولقتل الوقت الثقيل... الوقت الضائع. أحياناً ما زال صندوق الفرجة ينجح في قولبة الرأي العام، أحياناً أخرى يفقد أي تأثير. وفي الموسم الرمضاني الحالي، يبدو أن الأعمال التي تقدم على الشاشات العربية، لم تعد قادرة على إحداث الضجة كما كانت تفعل سابقاً. مسلسلات تجمع كبار النجوم، لكنها تمر مرور الكرام على يوميات رمضان. أخرى رُصدت لها ميزانيات مرعبة، لم يشاهدها سوى صناعها (على الأرجح)، ومعهم المسؤولون عن بثّ العمل على هواء هذه المحطة أو تلك. ومن كتب له النجاح، يعني أنه حقق نسبة مشاهدة مقبولة نسبياً ودخل لائحة أكثر الأعمال مشاهدة، من دون أن تكون الأرقام مرتفعة بالضرورة. أهي غزارة الانتاج والمنافسة؟ لا شك أن عوامل عدة تضطلع بدور، لكن المسألة تتعلق بشكل رئيسي بنوعية الأعمال المطروحة. المشهد إذاً يتبدّل. مواقع التواصل الاجتماعي باتت حكماً تضطلع بدور في إبراز هذا العمل أو ذاك. والليلة ينتهي الأسبوع الأول من رمضان. أسبوع لم تكن حصّة الأسد فيه للأعمال الدرامية بقدر ما كانت للمشكلات التي أثيرت حول هذه الأعمال. الأسبوع الأول من رمضان، كان أسبوع رامز جلال. مواقع التواصل الاجتماعي ضجّت بالمقالب التي صوّرها مقدّم "رامز واكل الجو" (يعرض على "أم بي سي") مع محمد هنيدي ونيشان ولوسي وغيرهم. "أكل" البرنامج نصيبه من الانتشار والشتائم وحتى الاتهامات بالاتفاق المسبق مع النجوم على وصلة "التعذيب" التي يعيشونها، ثم بدأ وهج الحلقات يخفت. إنه أسبوع ناصر القصبي الذي أثار جنون "داعش" بعد حلقتين من مسلسله "سيلفي" (أيضاً "أم بي سي")، انتقد فيها – وبجرعات كبيرة من السخرية – التنظيم ومعتقداته. فما كان من أنصار "داعش" إلّا أن شنّوا عليه هجوماً إلكترونياً عنيفاً، وصل حدّ المطالبة بقطع رأسه. إنه أسبوع الصدام مع الرقابة بسبب بعض المشاهد "الجريئة": تلفزيون "أبو ظبي" مشاهد رقص كاريس بشار في "غداً نلتقي"، الحملات الإلكترونية ضد اللقطات الحميمة التي يتضمنها "مولانا العاشق" ("أم بي سي مصر") لمصطفى شعبان، وضد مشهد استحمام نيللي كريم في "تحت السيطرة" ("سي بي سي"). إنه أسبوع البرامج الحوارية الباهتة من بيروت إلى القاهرة مروراً بدبي. إنه أسبوع خلافات أمل عرفة وأحد المشاركين في صناعة الجزء الأول من "دنيا" ("الجديد")، التصريحات المضادة بين عادل إمام ونقابة علماء مصر حول "أستاذ ورئيس قسم" ("أم بي سي")، صراع سيرين عبد النور وماغي بو غصن في "24 قيراط" ("أم تي في")، تهديدات رئيسة الطائفة اليهودية في مصر ماجدة هارون لصنّاع مسلسل "حارة اليهود" ("سي بي سي")...

كل ذلك يحدث فيما يغيب الحديث الحقيقي عن مضمون هذه الأعمال ومستواه والإخراج الإبداعي فيها. كل ذلك يحدث فيما مسلسلات جيّدة مثل "غداً نلتقي" ("أل بي سي") و"بانتظار الياسمين" ("دبي") و"تحت السيطرة" لنيللي كريم، لا تأخذ حقها المطلوب.

لا شيء يبقى على حاله. بعض الأعمال التي تبدو باهتة، قد تتصاعد أحداثها الدرامية. بعض المسلسلات المتفوقة – لبنانياً - وفق شركات الإحصاء ("باب الحارة" / "أل بي سي" و"24 قيراط" / "أم تي في" و"أحمد وكريستينا" / "الجديد"...) قد تتراجع. خلافات الفنانين قد تصل ربما إلى "شد الشعر"، فيما البرامج الحوارية قد تحظى ولو بجزء قليل من الاهتمام. كل الأجوبة برسم جولتنا الثانية بعد أسبوع من الآن

المصدر: النهار

نيسان ـ نشر في 2015-06-25 الساعة 02:44

الكلمات الأكثر بحثاً